“فعل المضاربة”

 

بعد التطورات الأخيرة في مشهد ارتفاع الأسعار لم يعد مجدياً الابتعاد عن حديث سعر الصرف. وأثره السلبي بل إنه الحجة الأولى لدى صاحب أي فعالية اقتصادية وصولاً إلى سائق سيارة الأجرة لرفع التسعيرة.
المشكلة اليوم ليست فقط في العمل على تخفيض سعر الصرف المتصاعد بل المشكلة الأكبر في من يؤكدون هذا السعر ويعملون به لحظة بلحظة.. فهناك من يبيع سلعة أو حتى علبة دواء تاريخها قبل عام أو شهر أو أسبوع بالسعر الذي يقال أنه وهمي لصرف اللحظة..وبالتالي هو يركب موجة المضاربين ويقدم خدمة مجانية وكبيرة لهؤلاء.
ناهيك عن من يخزن مواد وسلعاً منذ أشهر ويخرجها من مستودعاته في لحظة ارتفاع سعر الصرف الوهمي ليستفيد ويحقق أرباحاً طائلة على حساب المواطن.. وهو بالتالي يساعد على إشعال حالة من التذمر لدى المواطن من أسعار غير حقيقية وفي ميزان التسعير هي باطلة إضافة إلى ذلك والغريب بالأمر في من يرد على من يطالبه بتسعير واقعي بأنه سيعمل على إغلاق فعاليته لأن السعر غير مجد معه.
والسؤال كيف يستطيع من يستورد مادة ما أن يوردها في لحظة ارتفاع سعر الصرف؟، فمن المعروف أن عملية الاستيراد تحتاج لوقت لا يقل عن شهرين بين إنهاء الأوراق المطلوبة واستلام البضائع والشحن وغيره من إجراءات تخص عملية الاستيراد.. فكيف لهذا التاجر أن يسعر بسعر صرف اللحظة.. وياليته سعر اليوم ويستند للأسف بتسعيره على صفحات الفيسبوك وبوستات من هنا وهناك.
وهذا لا ينفي أن هناك تجاراً ومنتجين وطنيين تأثروا هم أيضاً بسعر الصرف الذي تثبته ممارسات الكثيرين ممن أدخلوا الدولار في تعاملاتهم اليومية.. وعمليات البيع والشراء حتى لو لم تكن تستوجب التعامل به.
و لعل اللقائين الأخيرين لرئيس الحكومة ووزير التجارة الداخلية مع الغرف التجارية والصناعية وغيرها يكون ذا أثر قريب.. فما يحدث اليوم يستلزم من الجميع تجاراً ومنتجين ومعنيين وفي مقدمتهم من يمتلكون القدرة والقرار على ضبط أفعال وممارسات قد لا تكون في شكلها أفعالاً مضاربة لكن في مضمونها هي مضاربة.. وترسيخ لهذا النوع من التجارة الجشعة التي تنعكس أولاً وأخيراً على لقمة عيش المواطن وسبل تأمينها.

الكنز- رولا عيسى

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك