الثورة أون لاين – دينا الحمد”
مع مطلع كل يوم تكشف إدارة بايدن العدوانية عن وجهها الحقيقي السافر حيال سورية، والذي حاولت طلاءه بمساحيق التجميل والنفاق والكذب والتضليل في الأسابيع الأولى من تسلمها الحكم في البيت الأبيض، فأوهمت العالم أن لديها مقاربة جديدة لما يجري في سورية تختلف عن تلك التي درجت عليها إدارة ترامب خلال السنوات السابقة.
وظهر الوجه العدواني السافر لإدارة بايدن منذ الأسبوع الأول لتسلمها السلطة، فمن تشديد الحصار على السوريين بنسخة معدلة من إرهاب “قيصر” إلى العدوان العسكري المباشر على مناطق دير الزور، مروراً بسياسات دعم الإرهاب وبناء القواعد غير الشرعية، ونبش دفاتر المسرحيات الكيميائية وما يسمى “ملف الكيماوي” الذي تاجرت واشنطن به كثيراً وضللت وزورت وزيّفت بتفاصيله على مدى السنوات العشر من عمر الحرب الإرهابية، من كل هذا كانت خطوات هذه الإدارة تشي بنواياها الاستعمارية المبيتة.
وفي جديد النبش بهذه الدفاتر المهترئة والمفضوحة دولياً زعمت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس غرينفيلد” أن روسيا تساعد سورية في التهرب من الاستحقاقات المزعومة لهذا الملف، وأن سورية تتهرب من المسؤولية، بل وادّعت أن سورية “تقوض” عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، متجاهلة أن أميركا التي تملك ترسانة ضخمة من الأسلحة الكيميائية وترفض تدميرها أو حتى تفتيشها هي التي تقوض عمل المنظمة المذكورة وليس أحد غيرها، وأن سورية أوفت بكل التزاماتها التي تعهدت بها للمنظمة وكانت أحرص الجميع على ذلك الأمر.
ورغم أن سورية وروسيا أثبتتا بالأدلة والوثائق أمام المنظمات الدولية المعنية بالأمر عدم وجود أدلة على استخدام القوات الحكومية السورية للسلاح الكيميائي، وشككتا في استنتاجات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتقارير خبرائها المزورة بشأن بعض الهجمات المزعومة بالسلاح الكيميائي، إلا أن واشنطن ظلت تمارس الضغوط على المنظمة لاختراع أكاذيب تدين سورية، ولتحويل المنظمة إلى أداة لتحقيق أجنداتها العدوانية.
إن إدارة بايدن العدوانية لم تجد بعد فشل عدوانها العسكري على سورية وإخفاق تشديد حصارها على السوريين في تحقيق أهدافه سوى مواصلة استخدام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سلاحاً في الحرب على سورية خدمة لأجنداتها، وباتت تخترع الأكاذيب والمسرحيات وتدعي أن سورية لم تف بالتزاماتها، مع أن سورية أوفت بكامل التزاماتها حيال ما يسمى “ملف الأسلحة الكيميائية” وتعاونت مع منظمة الحظر بهذا الخصوص بشكل تام.
إذاً هي الأداة القديمة الجديدة في الحرب الشرسة على سورية وممارسة الضغط والابتزاز السياسي ضدها خدمة لأجندات أميركا الاستعمارية ومخططات الكيان الإسرائيلي العدوانية معها، من خلال محاولات إلصاق تهمة استخدام أسلحة كيميائية بسورية وتبرئة الإرهابيين من استخدامها كي تكون الذريعة لشن المزيد من العدوان على سورية والسوريين، ولكن كما استطاعت سورية وحلفاؤها تفنيد مسرحياتهم في الماضي وكشف زيفها فإنها ستفضحهم من جديد، وما أكثر الأدلة والوثائق التي تدينهم.