الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس :
لا أدري متى وكيف بدأت تتسلل إلينا أيام نظن أنها تحتفي بشيء ما .. يوم للمعلم ويوم للأم وآخر للأب وقس على ذلك كثير كثير ..
ليس خطأ أن نكرس الاحتفاء أبدا ، بل الخطأ ألا يكون كذلك .. ولكن هل نختزله بيوم بأسبوع بشهر .. ومن ثم ماذا عن باقي الأيام ..
أنكتب اليوم عن الأم التي تشكل نصف المجتمع وتربي المجتمع كله .. تطعمه ترتب أمور حياته اليومية .. الأم التي تجدها تحمل رضيعاً على صدرها وبالوقت نفسه تمد يداً من حنان لتمسك بقلم أو دفتر وتساعد أطفالها .. قد تكون قرب موقد الغاز تطبخ .. وقد تكون في العمل الوظيفي أو في الحقل ..
أمهات لن يجدن وقتاً من الراحة حتى للتفكير بأنفسهن ..
كل امرأة هي أم ووطن وتاريخ وثقافة وتربية وغد يورق إذا ما أحسنا إعداد الأمهات ..
في يوم المرأة يستطيع كل منا أن يروي قصصاً شائقة عن تضحيات الأمهات عن أعمالهن الرائعة .. من منا لا يمكنه أن يكتب مجلدات عما أنجزته امه ..
واليوم إذ نحتفي بيوم المرأة علينا أن نبقى قرب أجمل الأمهات.. قرب أنبل النساء ..
ورود سورية الأمهات اللواتي يزغردن في موكب الارتقاء في موكب الشهداء ..
عشر سنوات من الحرب علينا والأمهات السوريات يصنعن المعجزات .. في كل بيت ومع كل أم قصة أو غصة .. حكايا لا تنتهي .. وكما أننا مدينون لجيشنا بوجودنا ونصرنا مدينون لجيش الأمهات اللواتي هن الصبر والكبرياء ..
بيوم المرأة الأم والأخت لايمكن أن تقول سلاماً وتمضي ولا تحمل طاقة من الزهر لتقول كل عام وانتن بخير ..
هذا لايمكن أن يكون الا اختزالاً عابراً لمعنى الوجود ..
كل يوم وكل ساعة هو للمراة التي تعني طاقة خلاقة من العطاء وقدرة على التجدد والخصب ، وليس من باب المصادفة أن يكون الاحتفاء بالمرأة والأم في شهر الخصب .. لا إنه فعل البراعة والقدرة على إعطاء معنى للحياة ..نريده احتفاء دائماً .. لأننا أبناء هذه الجذور الممتدة بهاء ورونقاً .. أجمل الأمهات في وطني .. بكل بقعة منه .. بكل مكان عمل يزرع سنابل الغد لكن رايات النصر زراعة وصناعة ووعداً