دعاة الحل السياسي!

تدخل الحرب الإرهابية على سورية عامها العاشر على وقع الحديث الساخن عن الحل السياسي الذي يحاول رعاة الإرهاب تطويعه لينسجم ويحقق أهدافهم التي فشلوا في الوصول إليها عبر الإرهاب والعدوان المباشر والإرهاب الاقتصادي والحرب النفسية على الشعب السوري.
خلال هذا الأسبوع أدلت الولايات المتحدة راعية الإرهاب والاتحاد الأوروبي بدلوهم فيما يتعلق بالحل السياسي، الذي من وجهة نظرهم يجب أن يؤدي إلى الانتقال السياسي، وهذا يعني بمفهومهم أن أي حل لا يؤدي إلى الانتقال لن يرى النور.
يتناول رعاة الإرهاب الوضع في سورية متنصلين من المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية بحق السوريين، والدمار الذي خلفه تحالف الولايات المتحدة غير الشرعي في مدن سورية عديدة ومنها الرقة ودير الزور ومنطقة الجزيرة عموماً، ويضللون العالم بأن حصارهم الاقتصادي على سورية هو للدفع بالحل السياسي وإنهاء الأزمة، بينما في الواقع تتركز كل ضغوطهم لتحقيق أطماعهم بعيداً عن مصالح السوريين وتطلعاتهم.
إن الحل السياسي في سورية يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها إذا توقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها في المحور الراعي للإرهاب عن التدخل في الشأن الداخلي السوري، والانسحاب غير المشروط لكل قواتها من الأراضي السورية، والتوقف عن ممانعة الجيش السوري من تطهير البلاد من فلول الإرهابيين، والتخلي عن أدواتها ومرتزقتها على الأرض وفي الخارج الذين تصنفهم بالمعارضة وهم في الحقيقة مجرد عملاء في المشروع الأميركي الصهيوني العدواني.
وكذلك الأمر إن الحل السياسي وانتهاء الحرب مرهون بأن تتوقف أدوات واشنطن في المنطقة عن التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، وأن تلتفت إلى دولها وأوضاعها وتكف عن تمويل التنظيمات الإرهابية وتصفية الحسابات مع خصومها من الدول الأخرى في المنطقة على أراضي الغير.
من المعلوم تاريخياً أن نهاية أي حرب تكون بفرد الطاولة أمام المتخاصمين أو الرابحين والخاسرين، وفي الحرب التي شنت على سورية يعرف كل العالم أن سورية كدولة كانت تدافع عن شعبها وكيانها بوجه عدوان خارجي تقوده الولايات المتحدة، التي كشفت عن أهدافها من قيادة هذه الحرب وتوظيف الإرهاب الدولي فيها منذ البداية، وإن واشنطن تتهرب من الجلوس على طاولة التفاوض لأنها تدرك حقيقة فشلها في هذه الحرب على المستوى العسكري والإرهابي.
لقد حول رعاة الإرهاب مفهوم الحل السياسي إلى مسألة خلافية، ولو أنهم يريدون إيقاف الحرب لقبلوا بفرد طاولة التفاوض مع الحكومة السورية على أساس النتائج والوقائع على الأرض، ولكنهم يدعون للحل السياسي جهارا ويعرقلونه عملياً.
إن مفاوضات جنيف لن تصل إلى أي نتيجة ما دامت الولايات المتحدة وحلفاؤها يصرون على مواقفهم وشروطهم، التي عجزوا عن تحقيقها بدعمهم للإرهاب في سورية وعدوانهم عليها واحتلالهم لأجزاء من أرضها، وهي عبارة عن مخاض يؤمل منه الوصول إلى نقطة التقاء تقتنع فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها بعدم الجدوى من التعويل على الزمن لتغير مشهد تحول إلى واقع بفضل صمود السوريين وتضحياتهم.
تراقب واشنطن عن كثب نتائج إرهابها الاقتصادي على الشعب السوري كخيار أخير لدفعه إلى اتجاهات تخدم أطماعها، ولكن في المقابل يدرك جميع السوريين نوايا واشنطن وبالتالي لن تكون خياراتهم إلا في الاتجاه الذي يخدم وطنهم في مواجهة هذا العدوان الاقتصادي رغم المعاناة الشديدة.
لن تعدم سورية الوسائل عن مواجهة الإرهاب الاقتصادي، وعندما تتمكن الحكومة السورية من تأمين احتياجات المواطن الأساسية لن يكون أمام واشنطن وحلفائها إلا التفاوض أو التغطية على طي هذا الملف بانتظار ظروف أفضل.

 إضاءات- أحمد ضوا

آخر الأخبار
تعزيز الشراكة لتمكين المرأة السورية.. اجتماع رفيع المستوى بين وزارة الطوارئ وهيئة الأمم المتحدة للمر... مناقشة تعزيز الاستقرار وسيادة القانون بدرعا  "الأوقاف" تعيد "كندي دمشق"إلى المؤسسة العامة للسينما  سوريا و"الإيسيسكو" تبحثان التعاون العلمي وحماية التراث الثقافي في سوريا  الاقتصاد تسمح باستمرار استيراد الجلديات وفق شروط "فسحة أمل" بدرعا ترسم البسمة على وجوه الأطفال المهجرين   عشائر عرب السويداء:  نحن أصحاب الأرض و مكون أساسي في السويداء ولنا الحق بأي قرار يخص المحافظة  المبيدات الزراعية.. مخاطرها محتملة فهل تزول آثارها من الأغذية عند غسلها؟ "العقاري" على خُطا "التجاري" سباق في أسعار السلع مع استمرار تصاعد سعر الصرف "الموازي" النباتات العطرية .. بين متطلبات الازدهار وحاجة التسويق 566 طن حليب إنتاج مبقرة فديو باللاذقية.. والإنتاج بأعلى مستوياته أولمبي كرتنا يواصل تحضيراته بمعسكر خارجي ومواجهات ودية حل فعال للحد من مضاربات الصرافة.. مصرفي : ضبط السوق بتجسير الهوة بين السعرين رسمياً المواس باقٍ مع الشرطة الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يازجي .. تأكيد على ترسيخ أواصر المواطنة والتآخي شركات التأمين .. الكفاءة المفقودة  ! سامر العش لـ"الثورة": نحن أمام فرصة تاريخية لتفعيل حقيقي  للقطا... "ممر زنغزور".. وإعادة  رسم الخرائط في القوقاز الإنتاج الزراعي .. مشكلات "بالجملة " تبحث عن حلول  وتدخلات الحكومة خجولة ! أكرم عفيف لـ"الثورة": يحت... قبل خسارة صناعتنا.. كيف نستعيد أسواقنا التصديرية؟