لطالما كان المنتخب صورة الدوري على مرآة الواقع ودورينا الكروي وفي أحسن أحواله لا ينال علامة الوسط الفنية؟! وفي هذا الأمر دلالة واضحة على خلل بنيوي, وليس على أخطاء تراكمية أو تقصير في العملية التدريبية, كما يحاول البعض تسويق هذه الذرائع لغياب الجرأة عن الطرح, وربما لصعوبة حل هذه المعضلة وتداخلها مع معطيات أبعد حدوداً وأكثر عمقاً!!
وتأسيساً على ذلك لا يمكن أن نشتط بالتفاؤل ونقنع أنفسنا بإمكانية وصول منتخبنا الكروي الأول إلى سوية فنية راقية ورفيعة, ولو تم التعاقد مع أشهر وأكفأ مدرب بالعالم؟! ولكن, وفي الوقت نفسه, تبدو طموحاتنا في بلوغ نهائيات كأس العالم (قطر 2022) مشروعة لأنها قابلة للتحقيق, إذ إنها مرهونة بالنتائج, وليس بالمستوى الفني, مع شبه استحالة تحقق ثنائية المستوى والنتائج في المدى المنظور, على أقل تقدير!! وفي الحقيقة كان مدرب منتخبنا أمسك العصا من المنتصف, في حديثه عن تفاؤله بالتأهل مع الإقرار بصعوبة المهمة البالغة, مع مسؤوليته الكاملة عن النتائج, ودأبه بالعمل على جبهتين, الأولى شكل اللعب والثانية تتعلق بعقلية اللاعب, بالتوازي مع جانب اللياقة والجهد البدني الذي أشار بوضوح لضعفه وتواضعه, ملقياً باللائمة على الأندية وكوادرها الفنية, وعلى اللاعبين أنفسهم.
في كرة القدم تكون النتائج أهم المعايير في البطولات والاستحقاقات والمنافسات, فالأفضل فنياً لا يفوز بالضرورة, بيد أن المستوى والسوية الفنية حاملان للتطلعات والنظرة المستقبلية, والعمل عليهما يحتاج إلى استراتيجية بعيدة المدى طويلة الأمد, تبدأ من القواعد والمدارس الكروية, ولا تنتهي عند نشر ثقافة اللعبة وثقافة التفوق والفوز.
ما بين السطور- مازن أبوشملة
السابق
التالي