في زحمة المتطلبات الحياتية وازدياد الضغوط والأعباء المادية، وما على الناس فعله وتأمينه والانشغال فيه، تدخل وتتداخل الأخبار والمعلومات بشتى أشكالها وأنواعها وتصبح مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً أساسياً ولافتاً لهذه الأخبار والمعلومات، في ظل غياب أي رادع أو مقياس لها، حيث تتزاحم المعلومات والرؤى والأفكار وتكثر التحليلات والاستنتاجات، وتطفو الكثير من الأخبار والمعلومات المزيفة عن قصد وغير قصد والمتلقي هو الهدف والضحية..!!
أمام هذه الوقائع والحقائق تبدو الحاجة ماسة إلى أن تكون طريقة التعامل مع هذه المعطيات وما يتبعها أكثر عقلانية ووعياً، بحيث نصل إلى قواسم مشتركة تكون فيها المعلومة صحيحة ودقيقة أوعلى الأقل غير مفبركة أو مركبة، وهذا يتوقف أولاً وأخيراً على آلية التعامل مع أخبار ومعلومات مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت في متناول الجميع حتى صغار السن ومن هم في مراحل عمرية مبكرة جداً.
إذاً نحن أمام واقع حي لا يمكننا أن نتجاهله في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات الجديدة والمتجددة باستمرار، وفي ظل إقبال واسع جداً وتعلق لافت متفلت من الضوابط والموانع والتشريعات والقوانين، وهذا الواقع فرض علينا متغيرات جديدة اقتصادية واجتماعية وتربوية.. و.. إلخ لا يمكن مواجهته والحد من تأثيره إلا من خلال الوعي المعرفي والثقافة وفهم هذا المتغير الجديد لما يخدم أهدافنا ومصالحنا ويحقق وجودنا ويجعلنا فعلاً نواكب تطورات العامل بما ينعكس إيجاباً على مجمل حياتنا.
وفي ظل الظروف التي يمر بها بلدنا وما نعيش من واقع صعب في جميع مناحي الحياة بفعل الفوضى والحرب العدوانية والحصار غير المسبوق في تاريخ البشرية التي تمارسه علينا قوى العدوان وأدواتها، فإن فوضى المعلومات التي تبثها هذه القوى وما تفتعل من أكاذيب وفبركات وتلفيق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها في ازدياد، وتأخذ أشكالاً وطرقاً وأساليب متعددة في الشكل والمضمون والوسيلة، وهذه الفوضى في المعلومات والأخبار ما هي إلا حلقة من حلقات الفوضى التي تريد فرضها علينا وتعميمها كحالة من حالات كثيرة أخرى منعنا مرورها، وتلك الفوضى لن تمر ولن يكتب لها النجاح.
حديث الناس- هزاع عساف