الثورة أون لاين- علاء الدين محمد:
الصغير قبل الكبير في مجتمعنا السوري يعلم ويدرك أن هدف القوى الكبرى الراعية والمشغلة للإرهاب من اللحظة الأولى ..هو تهشيم صورة الإنسان السوري وتحطيم صور الأمان والتآخي التي تغنى بها الشعب بمختلف مكوناته لعقود من الزمن إضافة إلى ضرب منظومة القيم التي تربى عليها المجتمع، باعتبارها أغلى مانملك ..
لهذا رأينا منذ اللحظات الأولى للحرب العدوانية على سورية مشاهد ذبح وقتل وتقطيع ، وصورا لممارسات لم نشهدها في حياتنا وبعيدة كل البعد عن تراثنا وقيمنا وحضارتنا التي قامت على وحدة المصير والتآخي والتآلف بين جميع مكونات المجتمع السوري ، وذلك عن طريق الاعلام المضلل وبث الفتن ومشاهد مفبركة وأساليب استغلال لنقاط ضعف عانى منها مجتمعنا واستغلها عدونا بتركيز وتخطيط وعناية .
هذا كله لم يأت بين ليلة وضحاها، إنما جاء ممنهجا خطط له أعداء الإنسانية (الصهيوأمريكية وبعض العربان) .
وإذا كانوا حقيقة قد نجحوا في تدمير مقدرات الدولة السورية وتخريب كل مقومات الحياة فيها .. ما كانوا لينجحوا في التخريب والتدمير إلى هذا الحد لولا عقوق بعض أبناء الداخل وبعض (الأشقاء)في الخارج .
لكن سورية عضت على جراحها ونهضت محاولة لملمة ماتيسر لها من إرثها الذي كانت ولاتزال تحسد عليه من القريب والبعيد برغم كل ما ألم بها ماديا ومعنويا، متجاوزة كل الصدمات والخيبات من الأصدقاء ،والمؤامرات والغدر والتمزيق من الطامعين واثقة بأن يد الإجرام ستندحر كما اندحر قبلها كل الغزاة على مر التاريخ.
