هذا التسارع في انخفاض قيمة الليرة السورية لن يتوقف ما لم تكن هناك إجراءات صارمة ومناسبة لما تعيشه سورية من ظروف مختلفة.. فإطلاق التصريحات لإقناع الناس بأن سعر الصرف لن يبقى على هذا الحال وأن هناك اجراءات لضرب المضاربين لم يلمسها الناس سوى في مواقع التواصل الاجتماعي.. أما على أرض الواقع فالتساؤل مشروع.. أين أصحاب الاختصاص وحلولهم مما يحصل ؟!.
في المقلب الآخر نعود ونقول إن ما يحصل مرده وبكل أسف لتغير ثقافة بعض السوريين فيما يتعلق بطريقة معيشتهم وجنيهم للأرباح وهم قابعين في منازلهم، وبالتأكيد تغير هذه الثقافة لم يأت من عبث وإنما من ظروف الحرب والحصار الاقتصادي الظالم الذي فرض من أجل ذلك و للتاثير في طبقات المجتمع التي حافظت على استقرارها لفترة طويلة من الزمن.
و ما نعيشه اليوم أشبه بانعطاف نحو ما يسمى النيوليبرالية، هذا المسمى الذي يجري العمل لمحاربته والتخلص منه وعدم دخوله إلى المجتمع السوري، وهو من وجهة نظر اقتصادية يقوم على تقليص دور الدولة في إدارة الاقتصاد الوطني، وزيادة حجم القطاع الخاص في إدارة الموارد.. وبالتالي زيادة في قدرة القطاع الخاص على التحكم بالوضع المعيشي.. ليزداد الغني غناً والفقير فقراً بهدف تغيير معادلة الاستقرار المعيشي الذي حققته الدولة على مدى سنوات طويلة.
ورغم ان الكلام عن النيوليبرالية ربما يكون له صلة وثيقة بشكل غير مباشر فيما يحدث من ارتفاع في الأسعار، لكن لنبقى في الحديث عن تجارة (الدولار) التي بات البعض يفضلها ظناً منه في سرعة الكسب .. لكن هو من حيث يدري أو لايدري يساهم في رفع أسعار مختلف السلع ويعطيها قيمة تفوق قيمتها الفعلية ولا يعلم متى تتحسن الظروف ويصبح هو و ما لديه من دولارات من دون قيمة.
على أي حال ثمة من طرح فكرة تجفيف الليرة السورية في التعاملات التجارية والمصرفية، فمن يريد الحصول على الدولار لايستطيع الحصول عليه دون وجود الليرة ..لا نعلم إن كان هذا الطرح منقذاً وخاصة أن البعض أصبحت كل تعاملاته و صفقاته مشبوهة، أعتقد أن تغيير ما في سلوك وأخلاقيات هؤلاء هو الحل الأهم.
الكنز – رولا عيسى