الثورة اون لاين – رشا سلوم:
من يظن أن التقدم التقني الذي نعيشه هو هبة مجانية وبحر من الماء العذب نغرف منه متى شئنا وكيفما أردنا لهو في جحيم النوايا التي تقود إلى مهلكة القيم التي لا معنى بوجودنا دونها ..
هل تصدقون أن تقنيات غوغل أداة الليبرالية تتجسس علينا حتى في أخص لحظاتنا أينما كنا ..نحن مرصودون لا شيء يبقى لكرامة الإنسان.
وكان نيتشه قد حذر من هذا قبل هذه الموجة المجنونة حين قال:
“احذروا من التقدم التكنولوجي الذي لا غاية له إلا ذاته، احذروا من حركته الجهنمية التي لا تتوقف عند حد، سوف يولد في المستقبل افرادا طيعين، خانعين، مستعبدين، يعيشون كالآلات، احذروا من هذه الدورة الطاحنة للمال ورأس المال والإنتاج الذي يستهلك نفسه بنفسه، احذروا من عصر العدمية الذي سيجيئ لا محالة. إذ لا يكفي أن تسقطوا الآلهة القديمة لكي تُحِلُّوا محلها أصناما جديدة، لا يكفي أن تنهار الأديان التقليدية لكي تحل محلها الأديان العلمية، فالتقدم ليس غاية بحد ذاته”
غوغل والعري الأخلاقي..
الخبر غير العادي الذي نشرته روسيا اليوم يقول:
خرائط “غوغل” تلتقط صورة غريبة لزوجين أثناء لحظة رومنسية!
غالبا ما تقوم ميزة التجول الافتراضي في خرائط غوغل باصطياد الأشخاص على حين غرة أثناء مسحها لشوارع العالم، لتقتنص صورا تكون في كثير من الأحيان محرجة أو غريبة تجلب اهتمام المشاهدين.
وأظهرت إحدى الصور رجلا وامرأة وهما يستمتعان على أحد الشواطئ، حين وثق “غوغل” لحظة رومانسية بينهما اتسمت بالغرابة، فبدى الزوجان كأنهما يشتركان لا فقط في المودة، ولكن في الأطراف أيضا!
فكانت المرأة التي ترتدي نظارة شمسية، مواجهة لكاميرا غوغل حين مالت على حبيبها لتقبله، لكن يبدو أن “غوغل” قرر جمع الجسدين معا بطريقة غريبة.
فيمكن رؤية ذراع الرجل الموشمة بسهولة لأنها موضوعة بشكل عرضي على حقيبة زرقاء، ولكن يبدو أن ساق المرأة تبدو وكأنها تنمو من ظهره، ويتحول الجزء الخلفي من كتفه بشكل مثالي إلى ركبة المرأة المنحنية.
ويمكن رؤية يده الأخرى على ركبته، وبصرف النظر عن هذه اللقطة، يبدو أن النصف السفلي من جسده ببساطة غير موجود!
ومع ذلك، فإن جسد الرجل الغامض ليس هو الشيء الوحيد الخاطئ في مشهد الشاطئ هذا.
فعلى يمين الزوجين يقف رجل آخر، ويمكن للمشاهدين رؤية ساقيه فقط، وفوق ركبتيه يختفي جسده في الهواء.
ولحسن الحظ، هناك تفسير منطقي لما يحدث في الصورة، فهو خلل تقني في كاميرات “غوغل” كان له تأثير غريب جدا.
ففي العادة، تلتقط الكاميرات بزاوية 360 درجة صورا متعددة لإنشاء سلسلة صور. ويتم ذلك عن طريق جمع الصور معا لجعلها تبدو واقعية.
ومع ذلك، غالبا ما تدمر الأجسام المتحركة المشهد لأنها تتحرك عند التقاط الصور
هذه أدوات التقدم التقني حين تكون وسيلة لغايات غير بريئة وتوضع في خدمة المال والسيطرة واستلاب الإنسان وتحويله إلى مجرد جسد عار كيفما أرادوه لقد اختفت الخصوصية التي يتميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات.