الثورة أون لاين – نعمان برهوم :
يحتفل العالم بعيد الأم دون أن يفرق بين أمه الصغرى التي أنجبت .. و الأم الكبيرة التي يعيش بين أحضانها و على ترابها ، يأكل و يشرب من خيراتها.
دعونا في هذا العيد نحتفل بأم الجميع “سوريتنا “العظيمة.. و نتعامل معها كما نتعامل مع الأم التي أنجبت و ربت و كبرت، الأم التي نفديها و التي نحاول جميعا العمل على رضاها.
الأم الكبيرة التي أنهكها المرض من إرهاب و تآمر من بعض أولادها العاقين ،دعونا نبادلها الحب و نحنو على جراحها. نساعدها و نتحمل معها شظف الأيام التي أراد من يضمر لها السوء أن تمر فيه املا بموتها.. سوريتنا العظيمة لا تموت.. تمرض.. تتعب.. تعاني.. غير أنها لا تموت.. و هذه الأم العظيمة رغم مرضها بقيت شامخة وولادة.. و نحن أولادها المطالبين اليوم أن نضمد جراحها، أن نمسح عن وجهها الجميل دموع الحزن التي سالت بسبب نكران بعض إخوتنا لها.. و عصيانها.. و طعنها في القلب.. ذاك القلب الذي ما أنفك يسامح.. و لا زال يخفق بحب أولاده.
كم يحق لنا أن نفخر بعظمة أمنا الكبيرة، و كم نحن بحاجة إلى عفوها ورضاها ، وهي التي تحملت ما يصعب على الجبال حمله.. و لا تزال تتعالى على الجراح و تفتح الحضن للجميع.
منك نتعلم كل الأشياء الجميلة.. منك نتعلم التسامح الذي بات اليوم أكثر ما يفرحك.

السابق
التالي