الثورة أون لاين:
رواية الغاب
تروي «الغاب» القصة المأساوية لجرجس رودكوس، الفلاح الليتواني ومجموعة من أقربائه وأصدقائه وكلهم من المهاجرين، الذين عاشوا واشتغلوا وماتوا في منطقة المسلخ. فهناك في باكنجتاون (كما سمى سينكلير منطقة المسلخ) كان المهاجرون يواجهون، عملياً، كل الشرور الموجودة في الصناعة والسياسة والمجتمع الأمريكي. فهم، لعجزهم عن تكلم الإنكليزية، يتعرضون للاستغلال بكل سهولة ويسقطون ضحايا بين أيدي ذوي السلطة ـ أي أصحاب منشآت التعليب “وأزلامهم”، الشرطة، الزعماء السياسيين، سماسرة العقارات، وكل من هم من أبناء “الطبقة العليا”. لقد اضطر جرجس لدفع الرشوة كي يحصل على عمل ويحتفظ به. كما أن وكيل الشركة العقارية يخدعه ببيعه بيتاً بالتقسيط إنما يكون العقد محشواً بفقرات ملتبسة لا يستطيع الليتواني فهمها، تجعله أخيراً يخسر منزله. وفي العمل يتعرض لنظام تسريع وحشي لا يرحم يسبب له إصابات بالأذى، كما يصاب هو وأفراد عائلته بأمراض فظيعة. ثم يطرد من العمل ويدرج في القائمة السوداء. بعدئذ يساق إلى السجن ظلماً وجوراً لتهشيمه وجه رئيسه البربري المعتدي. وهكذا، واحداً إثر الآخر ينسحق جرجس ومجموعته: فكبار السن منهم يلقون على كومة النفاية ليموتوا جوعاً والنساء يتحولن إلى عاهرات كي يجدن ما يسد رمقهن، وزوجة جرجس التي تشرف على ولادتها قابلة جاهلة تموت بسبب نقص الرعاية، وابنه يغرق في إحدى برك الماء الآسن المحيطة بكوخه الخرب، ولا يوفر سينكلير مكاناً من روايته إلا ويقدم فيه لقارئه المندهش صوراً واقعية مما رآه من قذارات المسالخ ونتنها وقسوة الحياة فيها.
تقارن رواية «الغاب» بكتابات ليو تولستوي وروائيي القرن التاسع عشر الروس الآخرين. كما تقارن بأعمال روائيين فرنسيين مثل زولا في تشاؤميتها الكاملة، حالة اليأس الأسود الذي يطغى عليها والمأساة التي لا خلاص منها.
تأليف : أوبتون سينكلير
ترجمة : عبد الكريم ناصيف
صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
دراسات تاريخية
ضمن سلسلة “النشر الإلكتروني” كتاب (الإغريق… “تاريخهم ونظمهم وحضارتهم”)، تأليف: د. خليل سارة.
لا تدعي هذه الدراسة أكثر من العنوان الذي ظهرت به، فهي مقدمة في التاريخ الحضاري للمجتمع الإغريقي. وهي بهذا الوصف لم تُكتب غالباً، في كثير من أجزائها للباحث المتخصص في تاريخ هذا المجتمع وحضارته، وإنما تشكل هذه الدراسة ثقافة عامة مفيدة للمتخصص أو القارئ العام، وإن تعمقنا في بعض الأحداث ووقائعها وتفصيلاتها بهدف إبراز أهم مظاهر وخصائص حضارة عالمية سواء في أصولها أو حضارتها أو انتشارها وعلاقاتها مع حضارات العالم القديم، واستمرار حضارات العالم اللاحق في النهل والإفادة من أصولها فترة طويلة من الزمن.
وكانت الغاية الرئيسية من وضع هذه الدراسة انطلاقاً من مقولة المفكر العربي الكبير محمد كامل عياد، من أن أهم موضوع تاريخي يستحق عنايتنا بعد تاريخنا القومي هو تاريخ الإغريق وترجع أهمية الموضوع إلى كون المجتمع الإغريقي تكثر فيه الأخبار والوثائق والآثار المتعلقة به، التي تعرّفنا أحوال هذا المجتمع في كل عصوره التاريخية، وما تعرض له خلال هذه العصور من انقلابات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتطورات هائلة في أنظمة الحكم التي مر بها هذا المجتمع ، والتي تعتبر الأولى من نوعها في التاريخ . فلذلك اهتم العلماء في دراسة هذا المجتمع وتوسعوا في دراسته، وتوصلوا إلى توضيحه أكثر من أي موضوع آخر، ووجدوا أنفسهم تجاه حضارة عريقة وراقية، فاطلعوا على مبادئ نشأتها، وتتبعوا مراحل تطورها وازدهارها السريع، ولاحظوا القيم التي أبدعتها، ثم تكشفت لهم عيوبها ونقاط الضعف فيها ومظاهر تفسخها وانهيارها.
لقراءة الكتاب كاملاً يمكنكم الدخول إلى موقع الهيئة العامة السورية للكتاب/الكتاب الإلكتروني عبر الرابطين التاليين:
http://syrbook.gov.sy/archives/3267
http://syrbook.org/archives/326