الليبرالية واستعمار اللغات

الثورة أون لاين – رشا سلوم:
لا تقتحم الأوطان وتستباح الدول قبل احتلال العقول وتحطيم الوعي بالهوية الوطنية والقومية وزرع فكرة الشك بكل ما يحمله المرء في هذه الأوطان من مباديء .
والاستعمار الذي يعرف كيف يخطط لهذا طور أدوات غزوه لتكون ناعمة فيما سمي موجات ما بعد الحداثة أو الليبرالية الحديثة التي تشن كل يوم حربا ناعمة على كل من يقف بوجه مخططاتها.
واللغة كما هو معروف هي أساس التفكير وخزان المعارف ووسيلة التعبير والتواصل ،هي الحامل لكل المعارف والعلوم والمصطلحات .
لهذا ركزت الليبرالية الحديثة عليها بوصفها الجدار الذي يجب أن يهدم حتى تصل الليبرالية إلى ما تريد.
ومن يتتبع سير هذه الحروب الغربية العسكرية والناعمة يجد صدق ذلك فمن محاولات فرنسة الجزائر ودول المغرب. وقبل ذلك محاولات التتريك إلى اليوم نجد آلاف محاولات الاختراق لحصن اللغات.
فرنسا في سورية يوم كانت تحتلها فرضت المناهج باللغة الفرنسية ويروي نزار قباني أنهم عندما كانوا يتكلمون باللغة العربية في المدرسة وتعرف بذلك إدارة المدرسة الفرنسية تعمل على فرض عقوبة على من يفعل ذلك، العقوبة تنفذ بدهاء ،ليست عقوبة جسدية، لا مباشرة تقدم مجموعة كتيبات للطالب حسب مستواه ويفرض عليه حفظ من القصائد أو النصوص باللغة الفرنسية وهكذا دواليك .
ويجب الإشارة إلى دور المستشرقين الذين عمل بعضهم على دراسة اللغة العربية لزمن طويل ليس إعجابا بها إنما من أجل الوصول إلى ثغرات تتيح لهم الدخول منها إلى اللغة والعمل على تخريبها ،لذا تجد منهم من يتحدث عن عقم اللغة العربية وصعوبة نحوها وقواعدها ويدعو إلى استخدام اللهجات العامية بدلا منها .
آخرون دعوا إلى استبدال الخط العربي باللاتيني ،نزعات ودعوات معروفة لسنا بصدد الحديث عنها .
ومع تطور وسائل الغزو الناعم ازدادت خطورة ما تخطط له أدوات العدوان من خلال العمل على تفكيك اللغة من داخل متكلميها من خلال الحياة الاجتماعية وهذا أخطر ما في الأمر فحين يعزف أبناء اللغة عنها كرها بها تموت اللغة وتندثر ..وقد نبه السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه المهم في جامع العثمان ..نبه إلى خطورة ما تتعرض له اللغة العربية وكيف تعمل الليبرالية الحديثة على محاولات اختراقها لأنها اللغة خزان التراث والذاكرة وأداة التفكير من هنا علينا العناية بها وصونها والانتباه إلى أنها بنت الحياة فلا تعقيد ولا تكلف في المبالغة .
وفي مواجهة طوفان القضاء الأزرق الذي اجتاح العقول ثمة خطوات كثيرة يجب القيام بها في المؤسسات الثقافية والإعلامية والاجتماعية وعقد ندوات ومؤتمرات تضيء على أساليب تحطيم اللغة والفكر وكيف يعمل عدونا على ذلك …نحن في معركة متعددة الأساليب متطورة يحشد فيها العدو كل ما لديه من أجل استلاب عقولنا وتحطيم أوطاننا واللغة المستهدف الأول، فعلينا أن نرفع من جدران الصد والقدرة على التحصين وهذا ليس بالمستحيل.

آخر الأخبار
تراجع ملحوظ  في إنتاجية العنب بدرعا.. وتقديرات بإنتاج 7 آلاف طن   وزير الاقتصاد يبحث في حلب مع وفد تركي فرص التعاون والتطوير العقاري حلب تستضيف الندوة التعريفية الأولى لمشروع "الكهرباء الطارئ" في سوري الإنسان أولاً.. الصحة تطلق مشاريع نوعية في ذكرى استشهاد محمد أمين حصروني بحث عودة جامعة الاتحاد الخاصة وتسجيل طلاب جدد التحالف السوري- الأميركي يدعو الكونغرس لرفع كامل العقوبات عن سوريا لتراجع إنتاجيته .. مزارعو عنب درعا يستبدلونها بمحاصيل أخرى تركة ثقيلة وخطوات إصلاحه بطيئة.. المصارف الحكومية تراجع دورها ومهامها استئناف العمل بمبنى كلية الهندسة التقنية في جامعة طرطوس فرص استثمارية ودعم للمبدعين.. "التجارة الداخلية" في جناح متكامل بمعرض دمشق الدولي "الجريمة الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني".. التركيز على دور الأسرة في مراقبة الأبناء وتوجيههم إزالة 22 تجاوزاً على مياه الشرب في درعا سبعة أجنحة للاتحاد العام للفلاحين بمعرض دمشق الدولي.. غزوان الوزير لـ "الثورة": منصة تلقي الضوء عل... " سوريا تستقبل العالم " .. العد التنازلي بدأ.. لمسات أخيرة تليق بدورة معرض دمشق الدولي    ترامب يهدد مجددا بفرض عقوبات على روسيا من الحرب إلى المعرض.. سوريا تكتب فصلاً جديداً  المجاعة تتفاقم في غزة والفلسطينيون يلجؤون للمطابخ الخيرية إسرائيل تغلق شرايين الحياة في غزة.. وانتقادات للمساعدات الجوية ورشات محافظة دمشق تكثف جهودها الخدمية استعداداً لانطلاق معرض دمشق الدولي معرض دمشق الدولي ..رسالة بأن سوريا منفتحة على العالم