الثورة أون لاين – ترجمة ليندا سكوتي:
على خلفية التقارير المتزايدة حول الدمار الناجم عن الحصار السعودي لليمن، وجهت أكثر من 70 مجموعة حقوقية وإنسانية حول العالم رسالة إلى إدارة بايدن تدعوها إلى بذل المساعي الحثيثة وممارسة الضغوط على الرياض لرفع حصارها وفتح المجال أمام توزيع النفط والغذاء والإمدادات الطبية في بلاد اليمن قاطبة.
وتؤكد الرسالة بأن الوقت قد حان لإنهاء الحصار، دون ربطه بمحادثات السلام التي قد تستغرق زمناً غير محدد المدة، وتقول مديرة مؤسسة الإغاثة وإعادة الإعمار في اليمن عائشة جمعة: “من الأمور غير الأخلاقية أن يصار إلى استخدام الغذاء والدواء والوقود كورقة مساومة، كما لا يجب أن تكون حياة اليمنيين مرهونة بمفاوضات طويلة وشاقة بين الأطراف المتحاربة”.
لقد بلغت المخاطر ذروتها، إذ ذكرت هيئة الأمم المتحدة أنه قد يلقى 400,000 طفل تحت سن الخامسة حتفهم في هذا العام إن لم تُتخذ إجراءات عاجلة على جبهات متعددة، وقد سلط الفيلم الوثائقي “جناح الجوع” الحائز على جائزة الأوسكار الأضواء على تداعيات الحصار مستعرضاً تفاصيل يندى لها جبين الإنسانية، إذ عرض الوثائقي الواقع في أحد المشافي اليمنية الذي حرم من الإمدادات الأساسية من جراء الحصار، وقد شارك صناع الفيلم بالتوقيع على الرسالة الموجهة لإدارة بايدن فضلاً عن فنانين مشاهير أمثال مارك رافالو وجوكين فينيكس وآمي شومر وسارة سيلفيرمان.
عرضت قناة “سي إن إن” تقريراً استقصائياً أعدته نعمة الباقر في 10 آذار الماضي قدم بالأدلة القاطعة تبعات الحصار السعودي، وصور شاحنات محملة بالوقود تقف في ميناء الحديدة اليمني وعشرات من السفن تنتظر عبثاً لترسو وتفرغ حمولتها.
وبحسب ما ذكره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة فقد مُنعت ما يزيد على 12 سفينة تحمل وقوداً تجارياً يزن 350 ألف طن من دخول اليمن منذ أكثر من شهرين، وعلى الرغم من هذا الواقع، لم يقر أي مسؤول أميركي بآثار الدمار الذي دام ست سنوات منذ بدء الحصار السعودي.
ورداً على تقرير “سي إن إن” فقد عمد المبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينغ إلى وصف ذلك الوضع بالمعقد، وادعى بأن عملية تفعيل الميناء ستجري مناقشتها ضمن مفاوضات السلام، وبعد الاستماع لما قاله ليندركينغ، تساءلت الباقر: “كيف ستجري عملية السلام عندما لا نجد اعترافاً بتداعيات الحظر السعودي الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة ضد الشعب اليمني؟.
الجدير بالذكر أن الرسالة طالبت بايدن باتخاذ “خطوات أولية حاسمة نحو الأمن والسلام الغذائي في اليمن” ومنها الإعلان عن إنهاء الدعم الأميركي للعمليات العسكرية في اليمن، والتوقف عن بيع الأسلحة ذات الصلة، وإلغاء تصنيف ترامب لمقاتلي أنصار الله بالإرهابيين، ذلك لأن تلك التصنيفات كانت سبباً في عرقلة تقديم المساعدات الإنسانية لأجزاء كبيرة من البلاد ما قاد إلى أزمة جوع، بيد أنه في حال عدم اتباع تلك الخطوات عبر ممارسة الولايات المتحدة الضغوط على السعودية لإنهاء الحصار، فإننا سنشهد أزمة غير مسبوقة في بلد يعاني آثار ست سنوات من الحرب.
وصف الزميل الأول في معهد بروكينغ بروس ريدل بأن استمرار الحصار السعودي لم يكن إلا عبارة عن عملية عسكرية هجومية غايتها قتل المدنيين، الأمر الذي يتناقض مع ادعاءات الإدارة الأميركية بأن النظام السعودي ملتزم بإيجاد حل للنزاع.
تملك الإدارة الأميركية أساليب عدة لممارسة الضغوط على الرياض، ومن الممكن توظيف تلك الأساليب للدفع بها نحو رفع الحصار دون أي مقابل، فالقوات الجوية السعودية لن تتمكن من العمل مدة طويلة دون صيانة لطائراتها وتأمين قطع غيار أميركية لها، لذلك، نرى أن الوقت حان لاستخدام الولايات المتحدة نفوذها في هذا المضمار، وألا تترك عملية رفع الحصار لتكون جزءاً من عملية سلام طويلة لأن استمراره سيعرض حياة مئات الآلاف من اليمنيين لخطر المجاعة والموت.
أخيراً رأت الرسالة ضرورة ممارسة الضغوط على السعودية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تعالج قضايا الصراع التي لا تعد ولا تحصى، ومنها وقف إطلاق النار واستقرار العملة ودفع الرواتب الحكومية، ولكن يجب أن تتوازى الجهود المبذولة على الصعد كافة مع رفع الحصار لأن اليمن لم يعد يحتمل الانتظار مدة أطول.
المصدر Iran daily