الملحق الثقافي:بديع صقور:
عندما تبهتُ الزرقة
يشيخُ البحر
وتشيخ السماء..
عندما تصيرُ الأرض طاحونة حروبٍ
من يديرُ رحى الأرض؟
ومن يطحن عظام الآخر؟
نحن، أم الأرض؟
***
«جلجامش» جاهدَ في الحصول
على عشبةِ الخلود
سرقها من الأفعى
كي يُخلَّد في العيش
مات « أنكيدو» ولم يستطع
أن يوقف البلى الذي دبَّ
في جسد صديقه، وأخيه « أنكيدو «
***
« قورش» طلب أن يكتب
على شاهدة قبره:
«هنا، يرقد «قورش «
مؤسس الإمبراطورية الفارسيّة
أيها الزائر .. كائناً من كنت
أرجوكَ ألا تحسدني على
هذه الرقعة من التراب
والتي تضمُّ رفاتي
كم كان يظنُّ بأنّ الحروب
ستمكِّنه من العيشِ طويلاً ..
ستملِّكهُ الكثير من ميادين الأرض
لقد أدرك متأخراً، أن الحروب
لا تورث إلا القبور.
بماذا سيفخر أبناؤنا، وأحفادنا القادمون؟
سيفخرونَ بما قدمنا لهم من حروب؟
هل سيجاهدون في التفوقِ علينا بحروبٍ أكبر
ليورِّثوا قبوراً أكثر
لأبنائهم، وأحفادهم القادمين أيضاً ؟!
***
«الاسكندر المقدوني»
قبل أن يغزو العالم
طلبَ من معلِّمه
أن يقدِّم له نصيحة في الغزو ..
قال له معلمه: تمهَّل..
لكنه لم يتمهلْ
لم يتمهلْ التلميذ المشاكس
أراد أن يحتضنَ العالم
فاحتضنه قبرٌ مجهول..
الموتى لا يرثونَ حتى قبورهم
ما جدوى أن ترث قبرك؟
ربما لن يكون، من وقت لأحد
كي يضع، ولو زهرة على قبرك
***
إننا نحترب..
غداً، سنُقتل، أو نموت جميعاً
ما الذي نستطيع أن نتقاسمه
مع الفقراء؟
قليلاً مما بقي من الحبّ
في قاعِ قلوبنا
هل سيروي عطشَ الفقراء ؟؟
***
الحرب لا تُبهج أحداً
سوى الضباع
لامَ معاوية، واحداً من أقاربه
على التنكيل، والتقتيل، فردَّ عليه:
«يا بن عم، هي الدنيا
فإمَّا أن تأكل معنا، أو تتركنا «
لكنه تركَ المائدة
قبل أن يصير الدم ماء.
التاريخ: الثلاثاء20-4-2021
رقم العدد :1042