الصاروخ “الطائش” وحسابات المستوطنين

يتفاعل سقوط الصاروخ السوري “الطائش” كما وصفه جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل الكيان المغتصب للأرض العربية والفلسطينية ليأخذ أبعاداً متعددة أهمها فشل المنظومات الإسرائيلية لاعتراض الصواريخ رغم تعددها وشموليتها، فبين ليلة وضحاها تصدعت ثقة الإسرائيليين بقبتهم الحديدية وامتد ذلك ليشمل باقي القطاعات العسكرية الأخرى مع وقوع انفجار كبير في مصنع لصناعة الصواريخ تكتم جيش الاحتلال الإسرائيلي عليه، الأمر الذي أثار الشكوك في أسبابه وذهبت التحليلات إلى حد القول إنه عمل مدبر ضد هذا الكيان في إطار الصراع الدائر في المنطقة.
إن الضجة التي أثارها الصاروخ في الأوساط العسكرية والسياسية والإعلامية الإسرائيلية لم تتوقف عند فشل اعتراضه رغم المسافة الطويلة التي قطعها بل في وصوله إلى منطقة مفاعل ديمونة النووي المحمية أكثر من أي منطقة أخرى بالقبة الحديدية.
يتناول إعلام العدو هذه الحادثة على نحو واسع مركزاً على التقليل من شأن وأهمية الفشل في اعتراض الصاروخ وتأثيره على القدرات العسكرية للاحتلال وإيراده في دائرة الأخطاء التي لا يمكن تلافيها في مثل هذه الحالات وعينه على المستوطنين الذين يأكلهم الخوف والرعب لتنامي قناعاتهم بعدم قدرة كيانهم على حمايتهم في أي حرب قادمة.
لا شك أنه من حق المستوطنين أن يقلقوا وأن يرافقهم الرعب والخوف في كل أعمالهم وأنشطتهم وأن لا يثقوا بتطمينات سلطاتهم التي خذلتهم تصريحاتها عن قوة هذا الكيان وامكانياته العسكرية فالصاروخ حالة جزئية صغيرة من قدرات دول وقوى المقاومة.. فما يجب أن يعرفه الإسرائيليون أن حكوماتهم المتعاقبة تمارس التضليل والكذب عليهم في تنامي قدراتها العسكرية وتفوقها على كل الدول في المنطقة فهذا صحيح في جانب جزئي ولكنه وهم كبير إذا ما أخذنا العوامل الأخرى في الصراع والأمور الجوهرية لحسم أي معركة حيث يشهد سجل هذا الاحتلال مفاصل سوداء بالنسبة له بدءا من حرب تشرين 1973 و عدوانه على لبنان 2006 وعلى قطاع غزة في 2008 و مساندته المباشرة وغير المباشرة للتنظيمات الإرهابية في الحرب الإرهابية على سورية منذ 2011 وإلى اليوم.
وكذلك الأمر ما يجب أن يدركه المستوطنون أن عمليات قيادتهم العسكرية الأمنية في المنطقة العلنية والسرية منها لم ولن تضمن لهم الأمن والاستقرار في واقع يشهد تشابكاً معقداً في المصالح والأولويات والامكانيات والأهم من ذلك الإرادات.
وفي ذات السياق على الإسرائيليين أن يعوا حقيقة الثغرات التي لا يمكن سدها في عامل “التفوق والقوة العسكرية” الذي تجتره حكوماتهم خلال العقود الماضية والتي من أهمها أن الأرض التي يحتلونها لها أصحاب ولن يتوقفوا عن محاولاتهم لاستعادتها مهما طال الزمن إضافة إلى أن امتلاك الترسانة العسكرية ليس عاملاً كافياً للتخلص من الخوف والرعب والقلق من المستقبل.
إن افرازات المعركة ضد الإرهاب والتقلبات السياسية في المنطقة والعالم وضعت كيان الاحتلال الإسرائيلي أمام معضلة حقيقية لأن خططه ليكون القوة المؤثرة والضاربة في المنطقة على كل الصعد فشلت والمرحلة الجديدة والقوى الفاعلة فيها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أعماله العدوانية في المنطقة والمعركة باتت مفتوحة في ظل تعدد جبهات المواجهة المباشرة وغير المرئية.

  معاً على الطريق –  احمد ضوا

 

آخر الأخبار
تعزيز الشراكة لتمكين المرأة السورية.. اجتماع رفيع المستوى بين وزارة الطوارئ وهيئة الأمم المتحدة للمر... مناقشة تعزيز الاستقرار وسيادة القانون بدرعا  "الأوقاف" تعيد "كندي دمشق"إلى المؤسسة العامة للسينما  سوريا و"الإيسيسكو" تبحثان التعاون العلمي وحماية التراث الثقافي في سوريا  الاقتصاد تسمح باستمرار استيراد الجلديات وفق شروط "فسحة أمل" بدرعا ترسم البسمة على وجوه الأطفال المهجرين   عشائر عرب السويداء:  نحن أصحاب الأرض و مكون أساسي في السويداء ولنا الحق بأي قرار يخص المحافظة  المبيدات الزراعية.. مخاطرها محتملة فهل تزول آثارها من الأغذية عند غسلها؟ "العقاري" على خُطا "التجاري" سباق في أسعار السلع مع استمرار تصاعد سعر الصرف "الموازي" النباتات العطرية .. بين متطلبات الازدهار وحاجة التسويق 566 طن حليب إنتاج مبقرة فديو باللاذقية.. والإنتاج بأعلى مستوياته أولمبي كرتنا يواصل تحضيراته بمعسكر خارجي ومواجهات ودية حل فعال للحد من مضاربات الصرافة.. مصرفي : ضبط السوق بتجسير الهوة بين السعرين رسمياً المواس باقٍ مع الشرطة الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يازجي .. تأكيد على ترسيخ أواصر المواطنة والتآخي شركات التأمين .. الكفاءة المفقودة  ! سامر العش لـ"الثورة": نحن أمام فرصة تاريخية لتفعيل حقيقي  للقطا... "ممر زنغزور".. وإعادة  رسم الخرائط في القوقاز الإنتاج الزراعي .. مشكلات "بالجملة " تبحث عن حلول  وتدخلات الحكومة خجولة ! أكرم عفيف لـ"الثورة": يحت... قبل خسارة صناعتنا.. كيف نستعيد أسواقنا التصديرية؟