ليس غريباً أن نرى الأفواه المتربصة بسورية تصرخ بأعلى طبقات التشويش يوم دخل إلى المشهد الداخلي السوري الاستحقاق الدستوري وأعلنت الانتخابات الرئاسية في موعدها.. فأدرك الغرب ومن معهم أن صندوق الانتخاب يوازي ملايين صناديق الذخيرة وكل ورقة هي رصاصة موجة إلى أعداء سورية وكل صوت يحمل في أثيره سلاحاً يصل مداه المجدي إلى أبعد نقطة سياسية وعسكرية معادية لسورية…
الانتخابات السورية وسط هذه الظروف هي معركة استراتيجية وتكاد تكون أم المعارك لأنها ترسخ إرادة السوريين في الداخل والخارج وتسحب البساط السياسي من تحت كل المصادرين لحناجر السوريين على المنابر الدولية بحجة أنهم آخر الدعاة إلى الديمقراطية وآخر رسل الحرية!!!.
الانتخابات التي جرت في العشر سنوات الماضية حتى الآن معركة حقيقية يخوضها كل سوري يحمل هويته ويذهب لصناديق الاقتراع …معركة قائدها هو الاحترام للمواعيد الدستورية وعنوانها الوفاء لدماء الشهداء التي أريقت لتكون الجسر المتين للعبور إلى انتصارات سورية سياسياً وعسكرياً وداخلياً ولهذا وأكثر..
لن يوفر الرئيس الأميركي ومن معه أي أداة من أدواتهم للتشويش على الانتخابات ولن يعلن بايدن إفلاسه أمام حد كلمة السوريين لذلك يحرك الدمى الانفصالية (قسد) في القامشلي ويشد لجام منظمة الأسلحة الكيماوية لتنحرف أكثر عن مهمتها الأساسية وتدين سورية مجدداً وتصبح طوع أميركا وأميركا فقط.. يبحث بايدن عن عقوبات أكثر على السوريين ويعطي الإشارة لاتباعه ولكن اللافت أن اللاقط الأكثر والأسرع تجاوباً هو التركي الذي يخرج بطربوشه ليتحدث في شؤون غيره وينسى القذى الداخلي في عين أردوغان.
شاويش أوغلو وزير خارجية أردوغان حاضر بالأمس بالشرعية على منبر العداء لسورية وكان (فصيحاً) في الصياح الديمقراطي فوق سجون أردوغان المفتوحة لثارات الانقلاب عليه منذ أربع سنوات…الطربوش التركي حاضر بالشرعية وهو يحتل الشمال السوري بشريعة الإرهاب وحلال (اللصوصية للجار الجائر)…
أردوغان كان الأسرع في الاستجابة لإشارة بايدن ليس حباً بأميركا فقط وإنما خوف من هذا الارتياح العربي والإقليمي تجاه الانتخابات السورية والذي من شأنه أن يسحق طربوش أردوغان ويبتر آخر مشاهد حلم السلطنة العثمانية وقيامة الرجل المريض مجدداً.
البقعة الساخنة – عزة شتيوي