على مسافة شهر واحد من استكمال الاستحقاق الرئاسي والتعرف على نتيجته النهائية، تواصل الدولة السورية بكل مؤسساتها المعنية تهيئة الظروف المناسبة لإجرائه وفق الأصول الدستورية والقانونية المنصوص عليها، حيث تترقب الأوساط الشعبية في الداخل والخارج الحدث البالغ الأهمية، لجهة دوره في ترسيخ السيادة الوطنية واستقلال القرار وإفشال أهداف الحرب العدوانية الإرهابية وملحقاتها من حصار وعقوبات وضغوط وحملات وأكاذيب، تترقبه باهتمام كبير من أجل المشاركة الواسعة في هذا الواجب الوطني باعتباره معبراً حاسما لمرحلة جديدة من طي صفحة الحرب وتكريس الأمن والاستقرار واستكمال الانتصار النهائي على الإرهاب وداعميه.
الإقبال الكبير على الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، يعكس قناعة المترشحين بوجود ديمقراطية متنامية في سورية وفرص حقيقية للمنافسة الجدية في هذا الاستحقاق الوطني، وليس كما تدعي أبواق الإعلام المضلل أن الأمور محسومة مبكراً، ولعل ما يؤكده المواطنون السوريون يومياً ومن مختلف الشرائح حول رغبتهم بالمشاركة الواسعة يوم الانتخاب، يؤكد فشل كل الحملات المغرضة التي أرادت التشويش على قناعاتهم خدمة لمنظومة الإرهاب والعدوان التي حاولت منذ نحو عشر سنوات مصادرة قرار السوريين وإضعاف وتفكيك بلدهم وتحويلها إلى (دويلة) تابعة يُعيّن مسؤولوها أو يفرضون بقرار خارجي.
ومع ثقتنا الكاملة بأن هذه الحملات والأكاذيب والضغوط الخارجية لن تتوقف، وربما تأخذ أشكالاً أخرى أكثر خبثاً ولؤماً، بهدف التأثير على أبناء شعبنا وثنيهم عن المشاركة في استحقاق وطني يشكل بالنسبة لهم محطة أمل وانتصار وتفاؤل بالمستقبل، إلا أن ما جرى خلال انتخابات 2014، وقد كانت الظروف الأمنية والعسكرية والدولية أكثر تعقيداً وصعوبة من اليوم، أذهل العالم، وأثبت الشعب السوري أنه لا يساوم على حريته وكرامته وقراره المستقل مهما اشتدت عليه الضغوط، ولعل مشهد السفارات السورية في عواصم العالم وخاصة في بيروت كان أوضح صورة وأبلغ رسالة تعبر عن تمسك السوريين بأصالتهم وعنفوانهم وكبريائهم وقرارهم المستقل، وهنا يطيب لنا أن ننصح المراهنين على غير ذلك، أن يجدوا ساحة أخرى لتجريب سفالاتهم وانحطاطهم وألاعيبهم، ونقول لهم بكل بساطة (لا تتعبوا أنفسكم)، فمن يكن في مستوى الجبال لا ينحني للريح..!
البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود