الثورة أون لاين – هناء الدويري:
وطن يكبر بأبنائه أينما كانوا، ضمن حدوده الإدارية أو خارجها، فالزمن الحيوي لمعنى ومفهوم الدولة الوطنية عندهم لم يؤطّرها أي حدود جغرافية، فالثقافة الوطنية عند السوريين مسؤولية خلقية ذاتية وموضوعية، من هذا المنطلق يعيش السوريون الذين يعتزون بانتمائهم لسوريتهم حالة من الانتماء الوطني يجسدونها واجباً مقدساً في مشاركتهم بالاستحقاق الرئاسي كلّ من موقعه في بلاد الاغتراب، ولتكون ممارستهم لحقّهم الانتخابي في الاستحقاق الرئاسي التي شرّعها الدستور السوري شكلاً من أشكال مواجهة التحديات التي يواجهها الوطن في كلّ اتجاه، وليبقى هذا الحقّ أسلوباً فاعلاً في تعبيرهم عن التصاقهم بوطنهم وتعبيراً عن كرامة الإنسان وسيادة الوطن التي يحفظها الدستور لأبنائه، ورداً على كلّ من يحاول النيل من وحدة الأرض والشعب، وتعزيزاً للانتماء الوطني… وفيما يلي استطلاع آراء بعض السوريين الذين لن تثنيهم الغربة عن ممارسة حقوقهم وواجباتهم تجاه وطنهم الأم سورية التي ينبض حبّها في قلوبهم أينما حلّوا وارتحلوا…
الدكتور بسام زوان طبيب جراح (جامعة لندن) عضو الكلية الملكية البريطانية وزميل البورد الأوروبي لجراحة المفاصل والعظام، درس في جامعة دمشق، يؤكد أن الوطن يسكنه في كلّ تفاصيل حياته، ولم يوفر فرصة لأداء واجبه تجاه وطنه وأبنائه إلّا وقدّمها وبقي على تواصل مع مراكز البحث السوري لتقديم آخر المستجدات والأبحاث في العلوم الطبية، وبخاصة كلّ ما يتعلق بجائحة “كورونا”، واليوم يعنيه الاستحقاق الرئاسي والمشاركة في عملية الاقتراع تحديّاً يُضاف إلى التحديات والظروف التي يمرّ بها الوطن ويجد أن المشاركة في هذا الاستحقاق واجب وطني تجاه بلده سورية التي تقدّم الكثير لأبنائها، والمشاركة الديمقراطية قاعدة التقدم وأساس النهوض في عصر تفجّر المعرفة والتقنيات وفي عصر تزحف فيه العولمة لمحو ثقافات الأمم والشعوب، ونحن جزء لا يتجزأ من أمة الحضارة التي قدمت للعالم بذرة العلوم والمعارف والطب، ونعتز بانتمائنا لنسيج حضارة أهدت البشرية الأبجدية وسائر العلوم والفنون…
مازن السعيد طبيب مقيم في إيرلندا، يؤكّد أن المشاركة في الاستحقاق الرئاسي جزء من صنع القرار السيادي في الداخل السوري من أبناء الوطن، وهذا واجب وطني مقدس لكل سوري يحبّ وطنه، وينعكس هذا الحبّ في المشاركة في هذا الحدث الديمقراطي الدستوري السيادي لأننا في سورية أبناء هوية وطنية تسكننا أينما تواجدنا في أصقاع الأرض نحمل في ثنايا قلوبنا عشقاً لأمة الحضارات، وتبقى المشاركة في العملية الانتخابية شكلاً من أشكال التصدّي لمن يعبث بمصير الشعب السوري وسيادته الوطنية، وردّاً من أبناء سورية على كلّ من يحاول تشويه الانتماء الوطني من إمبريالية عالمية أو خدمة للمشروع الصهيوني في شرذمة النسيج الوطني للمجتمع السوري بخاصة والعربي بعامة، فمشاركتنا في عملية الاقتراع المقررة في العاشر من أيار في دول الاغتراب هي تجذير لثقافة المواطنة السورية والعروبية في مواجهة الإرهاب الصهيوني، وتأكيد على أن المشروع النهضوي السوري المقاوم ما زال يسعى إلى إثبات ذاته بالحفاظ على السيادة الوطنية والقومية لسورية…
الدكتور وائل ناصر مقيم في الكويت شكّل فريقاً من المغتربين السوريين الذين بقوا على العهد لسوريتهم ولم يبخلوا في مدّ يد العون وتقديم أشكال الدعم لإخوانهم خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية وهم في ذلك يؤكدون وحدة النسيج المجتمعي السوري سواء على أرض الوطن أم في المغترب، ويؤكد الدكتور ناصر أن المشاركة في الاقتراع لمنصب رئيس الجمهورية واجب وطني يسهم في تمتين العلاقة بين الوطن وأبنائه ويعزّز الوحدة الوطنية التي تربّى عليها السوريون في وطنهم الأم سورية، والوطن لم يبخل على أبنائه يوماً، والاستحقاق الرئاسي جزء لا يتجزأ من ثقافة المواطنة والديمقراطية والسيادة التي ينعم بها أبناء سورية والتي حاول أعداؤها تفتيت الأمن والأمان فيها، لكنّ السوريين بذلوا الغالي والنفيس ليبقى الوطن صامداً منتصراً بأبنائه، والاستحقاق الرئاسي يعد تحديّاً يُضاف إلى التحديات التي يراهن الشعب السوري من خلالها على تعزيز السيادة الوطنية ومشروعية القرار السوري باختيار من يُمثّله في قيادة سورية إلى برّ الأمن والأمان دون أيّ تدخلات خارجية.