الثورة أون لاين- يمن سليمان عباس:
إذا كانت آلة التضليل العدواني قد أعدت لعملها قبل الحرب العدوانية على سورية وقدمت الكثير من الدس والكذب الرخيص.. فماذا بعد بدء الحرب، وكيف عملت أسئلة كثيرة لم نطرحها نحن في سورية فقط بل طرحها الكثيرون من الكتاب والمثقفين الذين يعرفون الحقيقة ؟.
لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الضخ الإعلامي الكاذب.. بل عملوا وفق إمكاناتهم التي لا تقارن بإمكانات الآخر، ومع ذلك استطاعوا أن يفككوا رواية التضليل.. في هذا المجال صدرت عشرات الكتب في الخارج فندت روايات الأعداء.. وآخر هذه الكتب التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية كتاب: سورية من دون تضليل تأليف اركادي فينوغرادوف ترجمه إلى العربية دكتور عدنان ابراهيم، وصدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب بدمشق..
المؤلف دبلوماسي روسي عاش في سورية زمنا طويلا وهو عضو اتحاد الكتاب في روسيا..
الكتاب يحاول أن يقدم رؤيا بانورامية لتاريخ سورية ودورها الثقافي والحضاري.
يبدأ بذلك منذ العهود القديمة وصولاً إلى اليوم..
سورية التي هي ممر إلى القارات الثلاث ليست عبقرية المكان، ودوره فقط بل عبقرية الحضارة والثقافة…
منها كان الإشعاع الحضاري والديني..
* سورية الحديثة..
مؤسس الدولة السورية الحديثة كما يقول المؤلف هو الراحل حافظ الأسد الذي اعتبرته الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا(دكتاتورا) لأنه لم يخضع لها.. هو القائد الذي وحَّد سورية والسوريين، وبنى دولة المؤسسات، وعزَّز اقتصاد البلاد.. لذلك سموه دكتاتوراً كعادة الغرب عندما لا تخضع الدول لهم يعملون وفق اجنداتهم العدوانية والتضليلة وشيطنة الآخر.
ومع ذلك كما يقول المؤلف كان الرئيس حافظ الأسد يحظى بالاحترام كونه رئيساً قوياً وقادراً على الدفاع عن بلاده.. وقد سمَّاه الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون خلال المحادثات في جنيف السياسي رقم واحد في العالم.
وعاصمة سورية دمشق واحدة من أعرق المدن في العالم، وهي تجمع أكبر عددٍ من السكان.
* لماذا الحرب على سورية..؟
بعد أن يقدم المؤلف عرضاً مهماً لتاريخ سورية، وما حققته من تطورات، وكيف وقفت بوجه المخططات الغربية.. يطرح السؤال: لماذا الحرب على سورية..؟
الحرب على سورية لأنها حققت التطور والنمو الاقتصادي، وبدأت مرحلة قوية تثبت وترسخ القوة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.. السياحة ازدادت التواصل مع العالم.. البنية التحتية تطورت وزادت قدرة على الاستيعاب.. شعر المواطن بالراحة والقدرة على الإنجاز..
هذا كله إضافة إلى عدم رضوخ سورية لمخططات الغرب..
و الرئيس بشار الأسد يقف ومازال بصلابة وقوة بوجه مخططات الولايات المتحدة والغرب التي تعمل وفق أجندات الاستيلاء على ثروات المنطقة والتمهيد ليكون الكيان الصهيوني هو القوة الوحيدة في المنطقة.
ولو أن سورية مضت في هذا المخطط لكانت هي الحليف رقم واحد لواشنطن.. ولكن سورية لا تخالف مبادئها ولا تعمل تابعا لأحد..
لهذا كانت الحرب العدوانية على سورية التي اغتالت الشجر والحجر والبشر ولم يسلم منها شيء، وعلى الرغم من قسوتها صمد السوريون وقاوموا العدوان..
وما تركه الإرهاب من ندوب وآثار تخريب وحشية هو وصمة عار على جبين من يدعون أنهم حماة الحرية.. ولهذا حديث آخر في محطات تظهر مدى الوحشية التي ارتكبها الإرهاب بدعم من الغرب