الثورة أون لاين – لينا ديوب:
لم يمض وقت طويل حتى وصل عمال الكهرباء، إلى الخزان الذي كان مصدر العطل، نزلوا من سيارتهم وبدؤوا العمل والإصلاح، عاد التيار الكهربائي بعد عمل استمر حوالي الساعتين في منطقة سكني ضاحية حرستا السكنية، في نفس المنطقة أعمال الحفر مستمرة لإصلاح خط الصرف الصحي في إحدى الجزر السكنية.
يتكرر المشهد في كل منطقة سكنية أو صناعية لتستمر الحياة ويستمر الإنتاج، العمال هم المحرك الأساس وسواعدهم هي التي تبني، وهم من بدؤوا بالإصلاح والترميم مع بداية توقف الحرب في أغلب المناطق، وفي مرات كثيره أثناء الحرب، ففي اليوم الثاني لوقف الحرب العدوانية وخروج المسلحين بدأ العمل على إصلاح اوتستراد حمص دمشق، رفع العمال الأنقاض ورمموا الحفر التي سببتها القذائف، ثم قاموا بتعبيده ومن ثم إنارته فعاد أفضل مما كان وبفترة قياسية لأن العمل لم ينقطع ليل نهار.
ليس أوتستراد حمص دمشق الوحيد من نهض عمال بلادي لإصلاحه، بل هناك الكثير من الطرقات والكثير من المعامل والورش الإنتاجية، وحلب مثال ومنطقتها الصناعية وبدء العمل بالكثير من المصانع نقول العمال هنا عصب الإنتاج، العمال هنا يعيدون الحياة ويمحون آثار الإرهاب بمزيد من الكد والعطاء.
رغم الحصار الاقتصادي ورغم العقوبات وندرة قطع الغيار يقف عمال سورية في ورشهم في مختلف المجالات وعلى مختلف خطوط الإنتاج، يصلحون ما يتعطل، ويخترعون حلولاً لكي يستمر انتاج اللباس والطعام والدواء، لم تتوقف معامل الدواء، ولا غيرها، وتشهد الورش المنتشرة في مختلف المناطق سواء ورش اصلاح السيارات أم صناعة الأغذية والألبسة على الإصرار على النهوض بالصناعة الوطنية ومواجهة الحصار والتحديات.
اليوم نقف لنكتب ونحيي العمال عصب الحياة ومحركها، ونطالب لهم بأجر يناسب جهدهم وعطاءهم وحياة تليق بدورهم وانجازاتهم، سواء في مصفاة بانياس، أو في معامل حماة، وفي محولات وخزانات الكهرباء في كل المناطق.
تصوير: نبيل نجم