يوماً بعد آخر يقترب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الذي ينتظره السوريون بفارغ الصبر، ومع مرور كل يوم يؤكدون مشاركتهم في هذا الاستحقاق الوطني بكل عزيمة وإصرار وثبات على المبادىء التي تضمن قوة الدولة واستقلال قرارها الوطني.
على امتداد الجغرافية الوطنية مازال أبناء هذا الوطن وعلى اختلاف مستوياتهم وشرائحهم الاجتماعية وقطاعاتهم وانتماءاتهم ومواقعهم يعبرون عن مشاعرهم الوطنية وإحساسهم العالي بالمسؤولية أكثر من أي وقت مضى، بأن الـ26من أيار الجاري سيكون يوم عرس وطني تاريخي يعبر بهم إلى بر الأمان والاستقرار، ويحقق تطلعاتهم وأمانيهم وأماني أبنائهم .
إن العشر سنوات الماضية من عمر الحرب التي شنتها قوى العدوان والإرهاب والاستعمار بأشكاله الجديدة وأساليبه القذرة التي حاولوا خلالها تغيير وجه سورية الحضاري والإنساني والعروبي المقاوم لجميع مشاريعهم ومخططاتهم الصهيوأميركية،
هذه السنوات العشر رسخت في عقول وقناعة السوريين، وثبتت أكثر فأكثر صحة خياراتهم ومواقفهم وجعلتهم أكثر تمسكاً بوطنهم وحفزتهم أكثر بكثير مما كان يظنه الاعداء على الصمود والصبر والثبات، وهذه الفترة الزمنية التي مضت أدخل السوريون خلالها إلى قواميس اللغات ومعاجمها معايير وقواعد وطنية سجلت باسمهم وغدت تاريخاً استثنائياً في مسيرة حياتهم وحياة الوطن، وإذا كان هذا الواقع الذي مازلنا نعيش أيامه الأخيرة بعد فشل جميع مشاريع الأعداء، فإننا ننظر إلى المستقبل المزهر بروح الاصرار، وأشد العزيمة على أن القادم أحلى وأجمل، وأن في تاريخ الأمم والشعوب الحية وتجاربنا وتجارب أجدادنا وأبائنا الأمثلة والحقائق، وليس غريباً علينا وقائع التاريخ وعبره، ومن هنا يكون الـ26 من أيار موعداً مع النصر والتاريخ المشرق والأمل والعهد مع سورية الجديدة المتجددة باستمرار.
حديث الناس – هزاع عساف