كثيرة هي الدول والحكومات والمؤسسات الدولية التي رفعت صوتها عالياً لرفع الحصار عن السوريين وإلغاء العقوبات بحق سورية، والتعبير عن رفضها القاطع لهذا الحصار الغربي الجائر، وخصوصاً ما يسمى “قانون قيصر” الذي ليس فيه إلا الإرهاب، والذي يخالف أبسط قواعد القانون الدولي، ولكن منظومة العدوان بقيادة أميركا رفضت الإنصات لصوت الضمير العالمي، ومضت بسياسات العقاب الجماعي بحق الأبرياء.
وليس غريباً على واشنطن وأدواتها مثل هذه المواقف المنافية للقوانين الدولية، والتي تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة، فهي فعلت كلّ الموبقات ضدّ السوريين، وارتكبت كلّ جرائم الحرب بحقهم كي تحقق أطماعها الاستعمارية، ولم تكترث يوماً بالقوانين الدولية، ولا الشرائع والأخلاق الإنسانية، ولذلك فهي مستمرة بمواقفها تلك في تجويع السوريين ومحاولة تطويعهم لإرادتها.
فهذه المنظومة، ومن خلال هذا الحصار الجائر وتلك العقوبات الظالمة، تحاول مع أدواتها الإقليمية وإرهابييها فرض إملاءاتها على الدولة السورية، ومحاولة إخراجها من معادلة الصراع في المنطقة، وإلحاقها بعربات القطار الأميركي، وممارسة كلّ الضغوط كي تتخلى عن تراثها الأصيل ودورها الحيوي في المنطقة، ولاسيما تخليها عن القضية الفلسطينية، التي يعتبرها السوريون قضيتهم المركزية.
اليوم تستمر منظومة العدوان على سورية بالتحالف مع الكيان الإسرائيلي بإرهاب السوريين وحصارهم وفرض المزيد من العقوبات بحقهم، ونجدها تنفق المليارات لتحقيق أجنداتها الاستعمارية، وقد رأيناها كيف تركز على تشديد الإجراءات القسرية أحادية الجانب وفرض ما يسمى قوانين الحصار بعد فشلها الذريع في حربها العدوانية العسكرية المباشرة.
لكن ما لا تدركه واشنطن وقوى العدوان المتحالفة معها أنها لن تستطيع النيل من السوريين، ولا أن تحقق عبر حصارها الظالم وعقوباتها الجائرة أهدافها العدوانية، فهذا الشعب الذي أفشل كلّ مخططاتها في الميدان سينجح في طي صفحة عقوباتها وحصارها مهما كلّفه من تضحيات.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة