ثورة أون لاين – لميس عودة:
على توقيت انتصاراتها المحققة، وترسيخاً لأمجادها التليدة، تواصل سورية اليوم صياغة حاضرها بممارسة كل استحقاقاتها الوطنية وتسهيل إنجازها، وترسم آفاق مستقبلها بحكمة ودراية واستشراف نوعي صائب لقيادتها الرشيدة، وبهمة وتصميم وبطولة جيشها الباسل الذي حرر الأرض وكنس الإرهاب عن ترابه الوطني، والذي يستكمل مهامه لاستعادة كل رقعة سليبة محتلة ما زالت ترزح تحت نير الإرهاب ومشغليه، وبصمود شعبها الذي استعصى على عتاة الشر العالمي فك شيفرة تلاحمه مع قيادته وجيشه، واستعصت إرادته على الكسر أو الإخضاع والتطويع الاستعماري.
فأن تعلن الدولة السورية عن إجراء الانتخابات التشريعية للدور التشريعي الثالث التي ستتم غداً في مواعيدها المحددة في الروزنامة الدستورية رغم كل الظروف الصعبة، ورياح التضليل وزوابع الادعاء الكاذب التي يتم إثارتها من أعداء الشعب السوري لتعطيل عجلة الحياة الدستورية واستهداف الاستقرار والتعافي السوري المنجز، إضافة إلى عواصف الاستهداف التي توجه إليها من محور العدوان، هذا الإعلان يحمل في مضمونه وأبعاده رسائل بالغة الأهمية وقوية المعاني لكل من يسعى لتفخيخ حياة السوريين وشل عمل مؤسسات الدولة.
فمن انتصر في ميادين المعارك ونسف المشاريع الاستعمارية لن تنال من إرادته سهام الإرهاب الاقتصادي وإن زاد منسوب السموم في نصالها، فهذا الشعب الأبي الذي ينهل من مناهل الشموخ والعزة السورية ويعتنق المقاومة نهجاً وسبيلاً، لن تطول عنفوان صموده وثباته كل المؤامرات الشيطانية ومخططاتها التخريبية.
راهن أعداء الشعب السوري كثيراً على حربهم الإرهابية لاستنزاف قدرة الدولة السورية ومعنويات جيشها، وتمادوا كثيراً في أكاذيبهم وافتراءاتهم، وشحذوا كل سكاكين تأليبهم وتجييشهم الدولي لاستحضار تهم مسبقة التعليب في مختبرات التضليل، ووجهوها كسهام حقد وعداء ضد سورية، ولهثوا لمنع تحرير الأراضي السورية واستماتوا لعرقلة الحلول وتكالبوا لتعطيل عجلة التعافي بعد دحر إرهابهم عن التراب السوري، لكنهم فشلوا وسيفشلون، وسيبقى النصر قطافاً سورياً بامتياز، وغلاله لن تكون إلا في السلال السورية.
اليوم يثبت السوريون من خلال ممارستهم لحقهم الدستوري وأدائهم لواجبهم الوطني بالانتخاب أنهم أكثر منعة ووعياً، وأكثر صموداً وإرادة، لتعود دماء التعافي متدفقة في كل شرايين ومناحي الحياة كسابق عهدها قبل الحرب الإرهابية، وذلك بتعاف تدريجي متكامل ومتصاعد بعد نفض غبار الإرهاب عن كاهل حياتهم، وإعادة الألق لكل مشاهد الحياة، فصناعة النصر احتراف سوري بامتياز.