تاجروا ب”الإنسانية”.. حكومات ومؤسسات دولية و”خوذ بيضاء” بلا مساحيق تجميل

الثورة أون لاين- أحمد حمادة:
يعرف القاصي والداني في هذا العالم المنكوب بسياسات الولايات المتحدة الأميركية الاستعمارية، أن واشنطن، التي أسست مع أقطاب منظومة العدوان على سورية منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية، لإنتاج مسرحيات “الكيماوي” وخداع الرأي العام العالمي بها، وترويج الدور الإنساني المزعوم لها، هي نفسها التي توجه قرارات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحبرها السري لتبني تلك المسرحيات، وهي التي تسيطر على آلية عملها وكتابة تقاريرها من خلال سطوتها على موظفيها وخبرائها، وبالوقت ذاته هي التي كانت تحرك أتباعها في الاتحاد الأوروبي لتبني “الخوذ البيضاء” ودعمهم بالمال وشتى الوسائل لإدانة سورية بأي شكل كان.
اليوم فضائح “المايسترو” الأميركي الذي يحرك الدمى الأوروبية تتوالى، وآخرها التسريب الذي يفضح الحكومة الهولندية وتورطها بدعم الإرهاب في سورية، ويكشف مدى دعمها “الخوذ البيضاء” ومحاولات التستر عليه والاستمرار بتمويلها بشتى الوسائل بهدف تنفيذ مؤامرات عدوانية رسمتها قوى الغرب الاستعمارية ضد سورية.
فموقع “غراي زون” الأميركي كشف عن أن الحكومة الهولندية وحكومات غربية أخرى متآمرة معها كانت على دراية كاملة بعمليات اختلاس وتلاعب مالي تقوم به مؤسسة “ميداي ريسكيو” الهولندية التي تقف بشكل مباشر ورئيسي وراء عمليات تمويل ودعم “الخوذ البيضاء” الإرهابية في سورية، لكنها أخفت هذه الحقيقة وواصلت التستر عليها، ومنحت المؤسسة المذكورة ملايين الدولارات بهدف الاستمرار في مخطط العدوان على سورية وإطالة أمد الحرب عليها عبر هذه الأذرع الإرهابية.
وبحسب المعلومات التي أوردها الموقع فإن المؤسسة المذكورة حصلت على أكثر من 127 مليون دولار من دول غربية عدة بما فيها هولندا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا لتمويل مسرحيات إرهابيي “الخوذ البيضاء” بالتوازي مع حملة إعلامية ضخمة لتضليل الرأي العام الغربي وإضفاء صفة الإنسانية المزعومة عليها.
واللافت أن الموقع الأميركي المذكور لا يقف عند حد نشر فضيحة مؤسسة “ميداي ريسكيو” بل يؤكد أنها ليست المجموعة الوحيدة التي تستخدمها قوى العدوان لتنفيذ مؤامرتها ضد سورية فهناك غيرها الكثير مثل ما تسمى “منظمة العدالة الدولية والمحاسبة” التي حصلت على 50 مليون دولار من واشنطن وحلفائها في أوروبا لشن الحرب على سورية، وأن التحقيقات أكدت أيضاً تورط هذه الأخيرة بعمليات فساد واختلاس مالي لكن الدول الغربية تغاضت عن ذلك وأخفت نتائج التحقيقات بهدف إكمال دور هذه المنظمة في حياكة الأكاذيب الإعلامية وتشويه سمعة من ينتقد العدوان الغربي على سورية.
ولا ننسى هنا كيف أقر رئيس الوزراء الهولندي “مارك روته” بدعم حكومته للإرهاب في سورية، ومدها التنظيمات المتطرفة، التي عاثت فساداً وقتلاً وخراباً وتدميراً ونشراً للفوضى الهدامة في أراضيها بكل أنواع السلاح والعتاد والمال، واعترافه بعرقلته تحقيقات لجنة تقصي حقائق تشكلت في البرلمان الهولندي قبل عامين بعد أن نشرت وسائل إعلام هولندية ملفات تكشف تورط حكومته بدعم التنظيمات المتطرفة على مدى عدة سنوات، وتزويدها لهم بمعدات تكنولوجية خاصة بالاتصالات وبعتاد عسكري ولوجستي ومئات الشاحنات والآليات المختلفة.
إن قراءة سريعة وعاجلة لهذه المعلومات الخطيرة تؤكد دون أدنى شك أن منظومة العدوان بقيادة واشنطن كانت ومازالت مستعدة للقيام بكل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لتنفيذ أجنداتها الاستعمارية، والتغاضي عن كثير من الحقائق مقابل تحقيق مؤامراتها باستهداف سورية، مثل تمويل هذه المنظمات التي ترفع شعارات العدالة والحرية، ثم تذهب بالاتجاه المعاكس، أي القيام بجرائم الحرب والعدوان على السوريين، ثم المتاجرة بمأساتهم.
إن هذه التسريبات الجديدة، التي تفضح تورط الحكومة الهولندية بدعم الإرهاب في سورية، تؤكد من جديد أن بعض الدول الأوروبية باتت بوقاً وأداة رخيصين بيد أميركا، وأنها مستعدة لتقديم فروض الطاعة لواشنطن واستخدام المنظمات والمؤسسات الدولية لإدانة سورية، مثلما فعلت هولندا مؤخراً حين حاولت استخدام محكمة العدل الدولية ضد سورية في انتهاك فاضح لتعهداتها والتزاماتها كدولة المقر لهذه المنظمة الدولية، ومثلما فعلت بريطانيا وفرنسا وأميركا في مجلس حقوق الإنسان ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومجلس الأمن الدولي كي تشوه سمعة سورية وتتخذ من هذه المؤسسات منصة للعدوان عليها أو الضغط عليها للقبول باملاءاتها وشروطها.

ولكن رغم إنتاج مسرحيات “الكيماوي” ورغم كل حملات الغرب الإعلامية التضليلية لخداع الرأي العام العالمي، ورغم كل الأموال التي أنفقت لترويج الدور الإنساني المزيف لمنظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية، فإن السوريين ومعهم شرفاء العالم فضحوا هذه المسرحيات الهوليودية، وكشفوا حقيقتها، وعروا منتجيها، وسقطت أكاذيبهم كما سقطت مخططاتهم الإرهابية والانفصالية، وكما فضحت جرائمهم بحق السوريين كالقتل والتهجير والتعطيش والتجويع والدمار والحصار، وظهرت صورتهم كما هي بلا “رتوش” ولا مساحيق تجميل

آخر الأخبار
عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين "قطر الخيرية" و"أوتشا".. تعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا بعد 14 عاماً من القطيعة .. سوريا وبريطانيا نحو شراكة دبلوماسية وثيقة 10 مناطق لمكافحة اللاشمانيا بدير الزور الاقتصاد الدائري.. إعادة تدوير لموارد تم استهلاكها ونموذج بيئي فعال الحرائق في اللاذقية .. التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية 1000 مستفيد في دير الزور من منحة بذار الخضار الصيفية الحشرة القرمزية... فتكت بشجيرات الصبار مخلفة خسائر فادحة مشكلات تهدّد تربية النحل بالغاب.. ونحالون يدعون لإحداث صندوق كوارث الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون