الثورة أون لاين-بقلم أمين التحرير- محمود ديبو
في كلّ ساحات الوطن وشوارعها خرج السوريون مبتهجين بنصرهم القادم، احتفالات وأعراس ومهرجانات وأفراح كلّ على طريقته، صغاراً وكباراً شيباً وشباباً، بنفوس امتلأت بأمل لا محالة آت ليس لشيء إلا لأنهم هم من قرروا بإرادتهم الواعية وبتصميمهم على امتلاك لحظة الانتصار في الزمان والمكان.
السوريون اليوم مبتهجون بما حققوا رغم آلامهم التي تناسوها وتعالوا على كلّ ما يعكر صفو هذا الحدث الأهم، وهم اليوم ماضون، وقد اقترب الميعاد، ليصنعوا ما رسموه، وليكونوا في مواجهة محسومة لصالحهم بالتأكيد، لأنهم أصحاب الأرض وأسيادها.
هكذا هم السوريون دائماً عندما تشتد التحديات وتتعالى الخطوب وتتزايد الأزمات، قد ينالهم نصيب منها، إلا أنهم لا يتنازلون عن أهدافهم ولا يسمحون للغير بالتدخل في شؤون وطنهم، فهو الأغلى والأقدس، ولأجله تبذل التضحيات وتراق الدماء الطاهرة على سهوله وذراه.
ومهما يكن من شأن كلّ من أثار زوابع الكذب والتضليل، وحاول جاهداً لذرّ الرماد في العيون، إلا أن هذا لم يكن له صدى في نفوس شعب صمم على قهر إرادات المعتدين ودحر أدواتهم وتطهير تراب الوطن من دنسهم.
لقد رد السوريون بعفويتهم المعهودة على كلّ من تطاول وحاول، فخرجوا مطمئنين واثقين مقتنعين بما هم ماضون إليه، وعيونهم تشخص إلى وطن أكثر حصانة وعزة وشموخاً، وطن طالته يد الغدر والعدوان، فكان أبناؤه لكلّ هذا بالمرصاد فقدم وضحى وتصدى وواجه، وكان له النصر، واليوم يقف السوريون على أعتاب استحقاق دستوري هو حق لهم وواجب عليهم، لكنه قبل كلّ ذلك هو بوابة لنصر كبير، سيدخلونها بقوة من خلال أوسع مشاركة بالانتخابات الرئاسية بعد يومين من الآن.
هكذا هو الشعب السوري دائماً يتألم ويحزن وتطاله النوائب والأزمات، لكنه لا يلين ولا يرضخ، وتبقى شعلة العزة والكرامة متقدة في ذاته تحثه وتذكي في نفسه جذوة المقاومة والمواجهة لكلّ ما يعكر صفو بلاده ويحاول النيل من سيادتها.