الصبر، صبران، صبر على ما تكره وصبر عما تحب، مقولة نرددها ونعرفها، ولا نظن أن شعباً في العالم قديماً وحديثاً قد عرف الصبر بمصطلحاته وتسمياته، قديمها وجديدها، كما عرفه الشعب السوري، عرف الصبر التاريخي، والجغرافي والاجتماعي والإنساني، صبر على كل شيء، وعن كل شيء، وكانت وما زالت رؤاه الاستراتيجية البعيدة تزرع الأمل، لتحصد يوماً ما نتائج الزرع.
لسنا في عجلة من أمرنا، أبداً، ألم يقل القائد المؤسس الراحل حافظ الأسد: لن نورث الأجيال قضية خاسرة؟
قد يطول النضال، ويطول الصبر، لكننا نؤمن أن قوتين لا تقهران، قوة الله، وإرادة الشعب، ولأننا كسوريين مؤمنون بالله، وإرادة شعبنا أن نكون أحراراً، نرد العدوان، ولا نحقد على أحد، لأننا كذلك، هاهو اليوم صبرنا يؤتي ثماره، أينع وطاب القطاف، وبستان التضحيات الذي يمتد على صفحات تشكل موسوعات، ثري وغني، قطاف النصر الذي زرعه الشهداء، وقطاف الثبات والصبر والمصابرة الذي تحلى به الشعب السوري، وقطاف القائد الذي استطاع بعبقرية الرؤى أن يقود السفينة إلى بر الأمان، صبر كل من كان مع سورية، ودعم الموقف السيادي، لأنه يدعم كرامة العالم كله، المشهد الذي لم يكن مفاجئاً لنا، إنما كان مرعباً لأدوات العدوان، يقول كلمته، وهي ليست إلا بدايات تتراكم على ما كان، نحن نصنع فجرنا، ونصرنا، وعلى الآخر أن يقرأ الرسائل، لقد أسمعنا من به صمم، وكل يوم لنا ألف حكاية ورسالة لا تنتظر أحداً أن ينشرها لأنها ملء الكون، وهي أمام بصر وبصيرة الجميع، وبلاغتها ذروة المدى تحلق نحو الغد الذي صنعناه كرامة وسيادة، وإن غداً لناظره و(ناطره) لقريب.
من نبض الحدث- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن