الثورة أون لاين – هنادة الحصري:
إلى الشام في يوم عرسها
بحبك يزهو دمي، يرتدي زهر نار القصيدة
فأقرأ في لوز عينيك ميلاد بوح البنفسج والأقحوان
أرتل ترنيمة للنسيم، ابتهال انبجاس المطر
فيهمي بكفي سرب نجوم وظل تميمة
تجوس عروقي مداسات ورد
و تهمس لي:
شام نعمى زماني..
فيا سندس الليل، يا ضوء كل المرافئ
يا كمشة الفل
يا عبق الكبرياء
و يا سنديان الحراج
و يا قمراً من يمام
يضيء فتيل القناديل،
في راعفات الأماني،
ويغسل شرفة عمري،
بطهر أريج الحكايا.
وأنقى من الدمع تخطر في البال بيض النوايا
تمر بساحات عقلي
تصاويرك الشامخات
كسرب الحساسين
حاملة بمناقيرها الزرق
ثالوثك الأبدي
المحبة والأرض والسلام
يا شهد أزهار لوزي
وبيدر قمحي
وجلد الثرى
و ارتعاش المنارات بين المرايا
أيا نخلة لوعتها العواصف و النائبات
شموخك طاول ميلاد فجر الصنوبر
و امتد صيتك في الكون
قبل انتشار شذى الياسمين
و قبل انكسار الظلال على وتر مثقل بالحنين
شموخك روح اخضرار البساتين
خطوك زغرد في زوبعات وجودي
و عزك ذاك النسيج المهفهف
أمس وساد النجوم
و أرجوحة للقمر
فيكرج نبع العطاء السموح
دفوق الأصابع
بين خيوط الاباء الحميمة..
سماك الدثار و في كوخ قلبي
يزهر كون
اذا ابتهلت راحتاك
هما سلتان من الفيض
أغفو على هدهداتهما
حين تمسحان عن الوجه
غيمة ملح الزمن
و عوسجة من دخان المكان
و ترتسمان هلالاً
على جبهتي أزلياً
و في لحظات القنوط
يفتح ظلك أغمار نعناعة
تزدهي في ربوع الشاّم…
فيا ثمرة العمر ما زال نارنجنا
عبقاً يتناثر عبر دم الشمس
يرفدنا جمره البرتقالي بالحب
يزرعنا في ندى الغمام
شآم.. لعلي ألوذ بنبضك دفقاً
إلى عشب عينيك دمعاً
إلى دوح روضك ظلاً ظليلاً
إلى شدوك العذب لحن القصائد
احلى الحروف و أغلى الهدايا
لعلي أعبئ قنديل وردك زيتاً طهوراً
و أفعم صدر خوابيك طيباً
تطافح حتى الجمام
لعلي أيا سروة للمنارات
في نهجك المتجدد
أرتشف القهوة المشتهاة
يقاسمني فيك هذا الفضاء البهي
و أهدي لعينيك يا شام كنز السلام
فيا شام أنت الهوى و المنى و الرجاء