الثورة أون لاين- رفاه الدروبي:
يجمع الفيلم السينمائي “أنت جريح” بين الحرب والأرض والحب.. ثلاثية اندمجت في إطار درامي حمل في طياته أحداث توجع القلب وتجعلك تشيح بوجهك جانبا من هول اللقطات المتلاحقة، قدمها في نص درامي الكاتب قمر الزمان علوش، وأخرجها ناجي طعمي، ومن إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، عرضته مديرية ثقافة حمص على مسرحها، وتابعه الجمهور لمدة ساعتين بحضور مخرج العمل والممثل توفيق اسكندر المشارك فيه.
الفيلم يقدم حبكة درامية تضم أكثر من عقدة تقف أمام هول أحداث صعبة شهدتها سورية فالشاب “إياد” خالد شباط يؤدي خدمة العلم بعد تخرجه من الجامعة، ينتمي لعائلة حلبية لم تغادر مدينتها خلال الحرب، وأثناء تأديته الخدمة الإلزامية يتعرف على زميله “لوران” يقوم بالدور الممثل بلال مارتيني وتمضي عليهما خمس سنوات معاً، يدعو لوران صديقه إياد إلى بيته لمشاركته فرحته بخطبته على سوسن، وهناك يشعر الشاب البعيد عن أهله بألفة ودفئ العائلة ومحبة الأهل، بعد أن حرم منها طويلاً، فيقع بحب “نايا” كندا حنا، وتمر الأحداث متلاحقة حيث يخسر إياد صديقة لوران وشقيقته نايا بعد أن تمت خطبتها لشاب من القرية، يعود بعد قضاء إجازته لمتابعة خدمته الإلزامية ومع مرور الأيام يصاب بانفجار قنبلة ويصبح كفيف البصر ويعود إلى أهله، لكن نايا تنفصل عن خطيبها، وتعاني أيضاً في التواصل مع الشاب الضرير إياد بعد أن تعلقت به وتلحقه إلى بيته في حلب، وتخبره بأنها ستكون بصره وستسكن قلبه.
حمل الفيلم الكثير من الأسى والحزن لأحداث صعبة مرت على سورية وأهلها فيما تخللها أسلوب شاعري وشفاف تجلى في أداء كندا حنا وبلال مارتيني في ظل عرض لطبيعة عكست هدوء نفسي في وسط عرض توالت أحداثه فتركت غصة في الحلق ودمعة ترقرت في المآقي، تمثلت أثناء مرور الأحداث الدرامية بهطول المطر وكأن السماء تشارك الشخصيات بالبكاء على حال آلت إليه البلاد والعباد ليعود في مشاهد أخرى إلى ضوء الشمس وقت الغروب تنشر أشعتها الوردية على الأفق بينما تبذر نايا الحب لتنمو براعمها من جديد علها تبعث أمل دفين لابد من قدومه.
أما لو تناولنا حركة الكاميرات فكانت نوعاً ما نظيفة ذات حركة سريعة في بعض المشاهد هرب المخرج للمشاهد الخارجية في بعض اللقطات كي يمرر الوقت بمناظر طبيعية خلابة ساحرة تجعلك تتنهد بعمق حيث الشجر والظلال الوارفة تخفف من الثقل النفسي في حالة وفاة لوران ووقوف والدته على قبره ويعلو صوتها بصراخ قوي يفطر القلوب على فلذة كبدها.
الممثل توفيق إسكندر قال في تصريح للإعلاميين بأن الفيلم لايسلط الضوء على جريح الحرب وإنما يعكس حكاية كل بيت سوري عانى من ويلات حرب تركت أثرها على حياة شعب وتوثق معاناته عايشناها بكل أحداثها وتفاصيلها لكن بالنسبة للأجيال القادمة تبقى مجرد ذكرى مبهمة، وأشاد بأداء كل من الممثلين بلال مارتيني وخالد شباط في أداء دورهما بإتقان