لم يكن يوم الـ 26 من أيار يوماً انتخابياً فحسب، لقد كان يوماً وطنياً مشهوداً سيذكره التاريخ لأن السوريين كتبوا فيه ملحمة جديده بالتعبير عن إرادتهم الحرة التي كسرت مخطط الإرهاب والترهيب الغربي الذي مورس ضدهم على مدى عشر سنوات ونيف سواء عبر المفخخات والعدوان أم عبر الحصار الاقتصادي.
لقد كرس السوريون في هذا الاستحقاق الرئاسي سواء في الخارج أم في الداخل من خلال مشاركتهم الكثيفة بالانتخابات والتي تجاوزت كل ما سبقها من محطات انتخابية، إضافة إلى ما تلاها من احتفالات شعبية واسعة، كرسوا قدرتهم العالية في الدفاع عن وطنيتهم وعن وطنهم في الميدان العسكري والسياسي على حد سواء، وأثبتوا للعالم معنى الانتماء الحقيقي للوطن.
الصفعة المدوية التي وجهها السوريون لأصحاب المخطط التدميري ولكل المراهنين على إفشال الانتخابات أو حتى التشكيك بشرعيتها أو رفضها سيتذكرها من يعنيهم الأمر طويلاً ، فليس بإمكان أي جهة بعد اليوم أن تتحدث عن عدم شرعية الانتخابات الرئاسية وقد بصم عليها أربعة عشر مليون سوري، وليس لأي جهة خارجية أن تدعي أن السوريين لم يعبروا عن رأيهم بكل حرية ولاسيما في ظل وجود أكثر من 165 وسيلة إعلامية محلية وعربية وأجنبية نقلت العملية الانتخابية من الأرض وبشكل مباشر.
رسخ السوريون خلال الأيام الماضية ما صنعوه مع جيشهم وقائدهم على مدى عشر سنوات ونيف، وأكدوا بأن مستقبل سورية يصنع هنا بأيادي السوريين وإرادتهم الحرة وأنه لايمكن لأي جهة خارجية مهما امتلكت من قوة عسكرية أو اقتصادية أن تملي على السوريين قرارهم أو ترتهن مستقبلهم.
قالها الأعداء قبل الأصدقاء.. لقد أسقط السوريون كل الادعاءات الغربية ضد دولتهم وقائدهم، فلا مفر بعد هذه الانتخابات من إعادة الدول الغربية التفكير بسياساتها تجاه سورية، فما كانوا يتشدقون به عن حق السوريين في التعبير عن رأيهم وفي اختيار مستقبلهم، أظهره السوريون بأبهى صورة في العشرين من أيار وفي السادس والعشرين منه، ولم يعد بإمكان أولئك المزاودة على السوريين تحت أي مسمى كان.
سيسجل التاريخ أن 26 أيار هو يوم الانتصار السياسي السوري بعد الانتصار العسكري على الإرهاب، ومنه ستبدأ مرحلة جديدة من إعادة البناء والإعمار لمستقبل يستحقه السوريون بجدارة ودفعوا من أجله الدماء الزكية.
إضاءات- عبد الرحيم أحمد