لعلّ أكثر ما يثير الاستهجان، من تصريحات المسؤولين الأميركيين حول عدم شرعية الانتخابات في سورية أو عدم نزاهتها وقانونيتها، بل وحتى السخرية والاستهزاء منها، أنها ليست كاذبة ومضللة فقط، بل لأنهم أطلقوها بعد دخولهم غير الشرعي إلى الأراضي السورية، فهم يتحدثون عن القوانين والشرعية في الوقت الذي يدوسون فيه على القانون الدولي ويدخلون إلى أراضي دولة أخرى كاللصوص دون أي احترام لسيادتها أو موافقة سلطاتها على ذلك.
منفصلون عن الواقع، هي الجملة الأكثر انطباقاً على مسؤولي أميركا ومسؤولي أدواتها في منظومة العدوان، فبلدانهم هي الأكثر انتهاكاً للقوانين في العالم ومع ذلك يحاضرون في القوانين، ويوزعون شهادات حسن السلوك في الشرعية والقانون والنزاهة والديمقراطية والانتخابات، وهي المصطلحات التي لا يعرفونها إلا في خطاباتهم، وأما ممارساتهم على الأرض فعلى العكس منها تماماً.
تسللوا كاللصوص إلى الأراضي السورية، وتحت جنح الظلام، ليقدموا دعمهم للانفصاليين والإرهابيين ثم هربوا كاللصوص أيضاً، وبدؤوا يحاضرون بالعفة والشرف.. لم يحترموا سيادة الدولة السورية ولم يقيموا وزناً للقوانين الدولية، وتصرفوا كالتنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية التي أسسوها وكانت نسخة “فوتوكوبي” عنهم.
المفارقة الأخرى في عدوان هؤلاء على سورية وسيادتها وتدخلهم في شؤونها أنهم يحاولون تجميل تسللهم غير القانوني بمصطلحات منمقة مثل “مساعدة السوريين” و”تحقيق حريتهم” تماماً كما يفعلون الأمر ذاته مع احتلالهم للأرض باسم “محاربة الإرهاب” ومع الغزو باسم “بناء القواعد العسكرية لإرساء الحرية ودعم الإنسانية”.
لهؤلاء المتسللين اللصوص نقول إن طائراتهم هي التي دمرت مدننا وقرانا، وجنودكم الغزاة هم من أحرقوا محاصيلنا، وإدارتكم الإرهابية هي التي حاصرت شعبنا، وتصريحاتكم السم الممزوجة بالعسل لن تمرّ على أحد في هذا العالم، وما مشاركة الشعب السوري على امتداد مساحة الوطن وخارجه في سفاراتنا بالانتخابات بكامل الحرية والوعي إلا الشاهد الأكبر على ما نقول.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة