الثورة أون لاين – رشا سلوم:
إن ما أنجزه السوريون خلال الفترة القصيرة الماضية لا يعني أن ننسى الدور الذي يجب أن يبقى مستمراً لنا في فضح أدوات الليبرالية الحديثة وأدواتها وأذرعها، وهي سرطان العالم الذي يفتك بنا جميعا..
من هنا علينا أن نبقى دائماً يقظين، عين متابعة متأهبة، تكشف زيف الغرب وتعري نفاقه، ولاسيما في الأدوات التي استحدثها للسيطرة على العالم والفتك به..
الدكتور جان زيغلر المفكر المعروف على مستوى العالم.. وكنا قد توقفنا سابقاً عند بعض ما قدمه في كتابه.. سادة العالم الجدد: العولمة.. النهابون.. المرتزقة..
اليوم من الكتاب نفسه نقف عند عنوان مكثف ومهم جداً.. “الصلف” وفيه يتحدث عن سياسات الغرب في صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، وهما أداتان من أدوات الليبرالية الحديثة في نهب الشعوب.. يرى زيغلر أن الموظفين في هاتين المؤسستين ليست دوافعهم حب السلطة والمال، لا إنهم مقتنعون قبل كل شيء تماماً بالمذهب النقدي.. أيديولوجيون.. مسكونون برؤية للعالم ونموذج يجعلان منهم انكشاريين أوفياء للإمبراطورية الأميركية.
ولكن كيف يحدث ذلك؟
يرى زيغلر أن الكثيرين منهم مبشرون حقيقيون ومعظمهم ذوو كفاءة عالية، اكملوا دراسة جامعية طويلة بامتياز والصندوق والبنك لا يوظفان عملياً إلا المتخرجين في الجامعات الأميركية، فمن أجل الدخول إلى ١٨١٨ h في الشارع الشمالي الغربي في واشنطن يفضل أن يكون المرشح للوظيفة حاملاً شهادة دكتوراة من جامعة أميركية شهيرة، أما الجنسية فليس لها أي دور سوى فيما يتعلق بالمناصب العليا..
فثمة قاعدة غير مكتوبة تمنح الأوروبيين منصب المدير العام للصندوق والولايات المتحدة منصب المدير العام المعاون.. وكانت إدارة بوش الإبن قد خرجت على القاعدة وعينت أميركية مديرة عامة..
يرى زيغلر أن ثمة عمى ايديولوجيا يصيب هؤلاء الموظفين، وهو ناتج من الأفكار المسبقة لرجال ونساء يتمتعون بذكاء خارق يشكل سراً يعبر التاريخ وعلى الرغم من كل ما يتمتعون به من ذكاء لكنهم عديمو الاحساس بالمصائب التي يتسببون بها.. ولا يسمعون صرخات ضحاياهم، وهم فاقدو حس الشم عندما تتصاعد رائحة أموال الدم التي يكدسها النهابون… وهنا السؤال: كيف يحدث ذلك؟
هذا له حديث آخر