الثورة أون لاين – ترجمة: ميساء وسوف:
بالرغم من الحرب الإرهابية الشرسة التي شُنت على سورية منذ حوالي عقد من الزمن والتي تمّ فيها استخدام ونشر مرتزقة من جميع أنحاء العالم سراً من قبل القوى الغربية على الأراضي السورية، فضلاً عن العدوان العلني من قبل قوات الناتو التي هاجمت البلاد بشكل غير قانوني، إضافةً إلى حرب العقوبات الاقتصادية القاسية، لا يزال الشعب السوري صامداً ومتحدياً ومستقلاً.
فقد تم مؤخراً إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية رابعة مدتها سبع سنوات بعد حصوله على أكثر من 95٪ من أصوات الناخبين، ويعتبر هذا إنجازاً مذهلاً لأنه يدحض تماماً، بل ويسخر من، الرواية الغربية التي تدّعي عدم شرعية الحكومة السورية.
فعلى الرغم من كل المصاعب المرهقة والمعاناة الاقتصادية من تداعيات الحرب الطويلة، خرج السوريون يوم الأربعاء 26 أيار بأعداد كبيرة للتصويت، وقد تجاوزت نسبة الإقبال 78 في المائة مع أكثر من 14 مليون صوت من أصل 18 مليون ناخب ممن يحق لهم الانتخاب.
هذا ولم تتمكن الحكومات الغربية ووسائل إعلام الشركات الخاضعة لها أبداً من تزوير هذه التظاهرة الملحمية للتحدي الشعبي الذي أفشل مؤامراتهم الشائنة والتي كانت تهدف إلى تغيير النظام في سورية، ومن هنا يأتي صمت وسائل الإعلام الغربية عن نتيجة الانتخابات، وقد كشف هذا الصمت المريب الطبيعة الحقيقية للعدوان الهمجي على سورية، وإذا كان هناك أي عدالة في هذا العالم، فيجب أن تتم محاكمة العشرات من السياسيين الغربيين بتهمة ارتكابهم جرائم حرب بحق الشعب السوري.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقوى الناتو الأخرى قد بدأت قبل الانتخابات، وعبر وسائل الإعلام بتشويه الإرادة الديمقراطية السورية، واصفة الانتخابات بأنها ليست نزيهة وليست حرّة !.
إلا أن خروج الأعداد الهائلة من الناس للمشاركة في التصويت ومشاهد الابتهاج والاحتفالات التي تلت الإعلان عن نتيجة الانتخابات في جميع أنحاء سورية، كل هذا أربك الدعاية الغربية وكشف زيف وسائل إعلامها السّامة.
ولا ننسى أن نفس هذا النوع من الصمت المخزي في وسائل الإعلام الغربية قد تمت مشاهدته ولمرات عديدة عندما كان الجيش السوري يقوم بتحرير البلدات والقرى من الإرهابيين المدعومين من الغرب.
فعندما خرج الناس لاستقبال جنود الجيش السوري، تجاهلت وسائل الإعلام الغربية هذا الواقع وقامت بنشر أخبار وتقارير مضللة بأن الجيش السوري وحلفاءه الروس يرتكبون مذابح ضد “المتمردين” والسكان المدنيين.
كما لم تتابع أي وسيلة إعلامية غربية رئيسية في ذلك الوقت أيّاً من مظاهر الفرح التي تعبر عن شعور السوريين حيال عمليات تحرير المدن والمناطق وإعادة الأمن والسلام إليها، وذلك طبعاً لأن السوريين سيمدحون حكومتهم الشرعية وشجاعة الجيش ومساعدة الحلفاء، روسيا وإيران وحزب الله، وبعبارة أخرى، ستقضي الحقيقة على أكاذيب الغرب، وبالتالي فإن وسائل إعلامهم لجأت إلى تجاهل تلك الانتصارات والتزمت الصمت.
على كل شخص في هذا العالم يرغب في تحقيق العدالة والسلام وهزيمة الإمبريالية، أن ينظر إلى يوم انتصار الانتخابات السورية على أنه يوم تاريخي مجيد يستحق الاحتفال به بدون أدنى شك.
ألف مبروك للرئيس الأسد، ومبروك لشعب سورية الذي أظهر أنه من الممكن جداً مواجهة الاستبداد الحقيقي وطغيان الولايات المتحدة وحلفائها الخارجين عن القانون في الناتو والذين أرادوا تدمير سورية والتدخل في شؤونها الداخلية.
فعلى الرغم من الأعمال الوحشية التي لا توصف التي تعرض لها الشعب السوري المحب للسلام خلال عشر سنوات، إلا أنهم ظلوا راسخين في وحدتهم وتصميمهم على الاستقلال، كما أن خدعة الدول الغربية في محاولة التحريض على حرب طائفية بين السوريين باءت بالفشل لأنّ السوريين كانوا يعرفون تماماً من هو عدوهم الحقيقي.
ولكل من يرغب في معرفة الواقع بشكل صحيح، فإن سورية قد كشفت قوى الشر في هذا العالم وخاصة فيما يتعلق بالأخبار التي تبثها وسائل الإعلام الكاذبة الغربية والتي تصوّر لشعوبها أن روسيا والصين وإيران وفنزويلا وغيرها هي دول “سيئة” وأنّها تهدد السلام العالمي.
للأسف الشديد، فسورية لا تزال تواجه المزيد من التحديات وذلك من خلال الحرب الاقتصادية المستمرة المتمثّلة بالعقوبات الأمريكية والأوروبية، كما أن إعادة الإعمار بعد عقد من العدوان الظالم لن تكون عملية سهلة، ولكن بمساعدة روسيا والصين وإيران وغيرها من الحلفاء المخلصين لا شكّ أنّ السوريين سيفوزون، فهم أظهروا على الدوام صمودهم وعزيمتهم التي لا تُقهر.
المصدر: Information Clearing House
السابق