الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
بات من المعروف بـأن الأدوار الإرهابية التي ينتهجها ويمارسها الحلف الإرهابي عبارة عن حلقات من سلسلة إجراءات عدوانية مترابطة تلتقي عند رغبة المشغل الأميركي لتنفيذ أوامره بضرب الاقتصاد السوري، يعاونه على تطبيقها المحتل التركي الذي يلهث بدوره على تطبيق أفكاره المشبعة بالسرقة والبلطجة وهوس التخريب والنهب، وتنفيذها ضد أهلنا في منطقة الجزيرة السورية.
وفي سياق الحرب الإرهابية والاقتصادية الأميركية والتركية ضد الشعب السوري، يواصل مرتزقة الاحتلال التركي من التنظيمات الإرهابية إجرامهم وممارساتهم الإرهابية بحق الأهالي عبر تجديد إضرام النيران في مساحات واسعة من حقول القمح والشعير في مناطق احتلالها وسيطرتها، بهدف حرمان الأهالي في الشمال من مصادر رزقهم.
وخلال الأيام الأخيرة كان المشهد ينضح بإرهاب أردوغان ومرتزقته بشكل مماثل ضد السوريين، حيث احترقت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية جراء اعتداء قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين بالقذائف المدفعية والصاروخية على محيط عدد من قرى ريف حلب الشمالي.
وما زاد غيظ أردوغان ومن لف لفيفه هو المشهد الوطني الذي عبر عنه السوريون في الاستحقاق الدستوري ومواجهة التحديات التي قام بها أهلنا في منطقة الجزيرة للتعبير عن رأيهم الوطني الحر، فجاءت جريمة إحراق مساحات من أراضيهم الزراعية لمعاقبتهم في أرزاقهم، وهي سياسة إخوانية متبعة منذ ما يقارب العشر سنوات ولها الكثير من الأمثلة المشابهة.
ففي شهر أيلول من عام 2020 قامت مؤسسة الحبوب التركية بالتعاون والتنسيق مع الإرهابيين المدعومين من النظام التركي بنهب محاصيل القمح والشعير المسروقة من منطقة الجزيرة السورية عبر فتح مستودعاتها لهذا الغرض بعد إجبار المزارعين بقوة السلاح والتهديد بالتهجير والقتل على تسليم محاصيلهم لمراكز يديرها إرهابيون وسماسرة أتراك في منطقة رأس العين بريف الحسكة ومن ثم تهريبها إلى الأراضي التركية عبر معابر غير شرعية.
كما أقدموا بتاريخ 10 حزيران 2020 على إضرام النيران بمساحات واسعة من حقول القمح والشعير في قرى فريسة والصالحية وتل ثلاج في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي، ولعل قائمة الإجرام التركي تطول و تطول.
إذاً فالسياسة الإجرامية التركية تقوم إما على السرقة والنهب وإما إحراق المحاصيل الزراعية، وكله لذات الهدف والغاية والتي تهدف إلى حرمان الأهالي من مصادر رزقهم والضغط عليهم لإجبارهم على التعاون معهم أو دفعهم لمغادرة مناطقهم، في إطار حرب اقتصادية وتجويع ظالم تمارسها الولايات المتحدة والنظام التركي العثماني الجديد ضد الشعب السوري ودولته بعد فشلهم وأدواتهم من الإرهابيين في حربهم العدوانية ومحاولة تركيع السوريين الرافضين لقوى الاحتلال وأعوانه.
يذكر أنه احترق حتى اليوم أكثر من مئة ألف دونم من المحاصيل الزراعية نتيجة إضرام قوات الاحتلال التركي ومرتزقته النيران في المحاصيل الزراعية للسوريين، واستهدفوا كل من حاول إخمادها، ويتوعدون كل من يقترب منها لجني محصوله.