أميركا حاضنة الإرهاب

لسنا بحاجة لأدلة وبراهين إضافية تؤكد العلاقة العضوية المترابطة بين إرهابيي “النصرة” وبين دوائر الاستخبارات الأميركية، ولكن الاعترافات المتكررة من قبل المسؤولين الأميركيين توضح ماهية التفكير الأميركي بشأن عملية استثمار الإرهاب وتوظيفه لخدمة أجنداتها، كركيزة أساسية تستند إليها الاستراتيجية الأميركية لإطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية.

جيمس جيفري أحد أركان الإدارة الأميركية السابقين، وسمي بالممثل الأميركي الخاص لشؤون سورية، وارتبط اسمه بدعم التنظيمات الإرهابية، وتول مهمة عقد معظم اللقاءات والاجتماعات مع متزعمي تلك التنظيمات لتنسيق اعتداءاتهم ضد المدنيين ومواقع الجيش العربي السوري، أقر مجدداً بأن الإدارة الأميركية على تواصل دائم مع الإرهابي “الجولاني” متزعم “النصرة” لأن هدف تنظيمه الإرهابي استهداف الجيش العربي السوري، وأشار إلى “رغبة بلاده إبقاء الوضع في إدلب على ما هو عليه بشكل مستدام”، وعزا ذلك لسبب نجاح الانتخابات الرئاسية، والنتيجة التي أفضت إليها بفوز السيد الرئيس بشار الأسد، وقال: ” هذا هو الشيء الوحيد، قبل كل شيء، الذي أرادت واشنطن تجنّبه”، وهذا الاعتراف هو في الدرجة الأولى تعبير واضح عن فشل المخطط الأميركي باستهداف موقع الرئاسة، ويعكس قوة الصدمة التي تلقتها الولايات المتحدة بسبب متانة التلاحم بين الشعب السوري وقيادته.

رغبة الولايات المتحدة بإبقاء إدلب بؤرة دائمة لإرهابيي “النصرة”، رغم فشل رهانها على الإرهاب طيلة السنوات العشر الماضية لاستهداف الدولة السورية، هو تجسيد واضح لعقلية الإرهاب التي تحكم القائمين على السياسة الأميركية، وتوجه إدارة بايدن لتفعيل عملية الاستثمار بـ”جبهة النصرة” المدرجة أممياً على قائمة التنظيمات الإرهابية، هدفه نزع صفة الإرهاب عن هذا التنظيم التكفيري، وإضفاء الشرعية على جرائمه المرتكبة بحق السوريين، والعمل لاحقاً على تسويقه كـ”معارضة معتدلة”، ومحاولة فرضه كجزء أساسي في العملية السياسية، وهذا هو سبب امتناع الولايات المتحدة عن محاربة هذا التنظيم واستهداف متزعميه، وقد أكد جيفري أن “وجود” هذا التنظيم في إدلب هو خيار أميركي.

لاحظنا مؤخراً عمليات التلميع الأميركي لصورة إرهابيي “النصرة” من خلال المقابلة التي أجراها الصحفي الأميركي مارتن سميث مع الإرهابي “الجولاني” متزعم التنظيم، ومن خلال فيلم وثائقي أيضاً، ولاحقاً أجرى ممثل عن جهاز الاستخبارات السرية البريطاني (MI6) لقاء مماثلاً مع هذا المتزعم الإرهابي، وربما نشاهد تهافت مسؤولين وإعلاميين غربيين من عدة دول أوروبية منخرطة في الحرب الإرهابية للقاء متزعمي التنظيمات الإرهابية بهدف الترويج لتلك التنظيمات وفقاً لتوجهات أميركية، فواشنطن هي من تخطط وترسم الأدوار لأتباعها في منظومة العدوان، وهذا يؤكد مجدداً بأن ممارسة الإرهاب، والاستثمار فيه، هو سمة ملازمة للسياسة الأميركية، لا يمكن لواشنطن الاستغناء عنها، فمن يقتات على دماء الشعوب لا يستطيع التخلي عن إشعال الحروب، ولكن تجارب التاريخ تؤكد في المقابل بأن الدول الداعمة للإرهاب مهما اشتدت سطوتها، فمصير مخططاتها الفشل المحتوم، ومصير إدلب سيحسمه الجيش العربي السوري، الذي راهنت الولايات المتحدة على إضعافه واستنزاف قدراته بجحافل إرهابييها المرتزقة، ولكنها لم تنل من عزيمته، ومن إيمانه الراسخ بإنجاز النصر قريباً على فلول الإرهاب وداعميه.

كلمة الموقع – ناصر منذر

آخر الأخبار
الرئيس الشرع  في قمة (COP30)  :  إرادة الشعوب قادرة على تجاوز كل التحديات مهما عظمت   "  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية الشرع يشارك في فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP30) مصدر مسؤول في "الخارجية": لا صحة لما نشرته "رويترز" عن القواعد الأميركية في سوريا الرئيس الشرع يلتقي غوتيريش على هامش أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30) مبادرة "لعيونك يا حلب" تعيد تجهيز المقاعد المدرسية  الرئيس الشرع يجتمع مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش(COP30)  العدالة البيئية كجزء من العدالة الوطنية.. رسالة الرئيس الشرع في COP30 صيانة شوارع السوق التجاري في مدينة درعا مضر الأسعد: "إسرائيل" تطمع في الأراضي السورية وانتهاكاتها ضغط سياسي ظاهرة التشرد في حلب تحت المجهر قفزة غير مسبوقة.. اتفاقيات بالجملة لـ"الطاقة" باستطاعة 5000 ميغاوات مجلس مدينة حلب و"المالية" يقرران تحديد ضريبة عادلة لمولدات "الأمبيرات" الرئيس البرازيلي يستقبل الشرع في قاعة انعقاد قمة المناخ “COP30 من البرازيل.. الشرع يقود سوريا من "التغريبة" إلى "الشراكة الخضراء"  سوريا على أعتاب نموذج تنموي جديد.. ما علاقة الإنسان والبنيان؟ الرئيس الشرع إلى البرازيل: زيارة تاريخية تفتح آفاق الدبلوماسية السورية الجديدة دعوة لصلاة الاستسقاء يوم الجمعة 14 الجاري 425 مليار ليرة كتلة المعاشات التقاعدية للشهر الجاري