الثورة أون لاين – نوار حيدر:
نثر معرض مجموعة خطوة الخامس شذاه في أروقة المركز الثقافي العربي /أبو رمانة/ بلوحات تماهت فيها الألوان لتزهو في فضاء الإبداع.
خطوة بخطوة بدؤوا مسيرتهم الفنية، وحملوا رسالتهم كقصائد تعج بالحياة، فعبرت لوحاتهم عن عمق الرؤية التي عانقت أرواح الناظرين وانعكست على زواره بترانيمها التشكيلية التي لامست الوجدان وتغلغلت في النفوس.
افتتح المعرض الذي حمل عنوان (ذاكرة وياسمين)
معاون مدير الثقافة في دمشق السيدة منال نصار، ومدير المركز الثقافي العربي في أبي رمانة رباب الأحمد إضافة إلى ضيف الشرف أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين السيد غسان غانم.
أكد المشرف العام لمجموعة خطوة ومؤسسها الفنان أسامة دياب أن مجموعة خطوة التشكيلية المؤلفة من عناصر شابة وسيدات وربات منزل وطلاب جامعات هاوية في بداية مشوارها الفني، ولدت فكرتها في مرسم الفنان التشكيلي أسامة دياب لتشجيع المتمرنين، وأثمرت معرضاً سنوياً كنتاج للتمارين، حتى أصبحت في معرضها الخامس لتضع بصمتها في صخب الحياة الفنية التشكيلية..
فلكل معرض فكرته التي تقدمها المجموعة وتستمدها من مكنونات الجمال والحضارة السورية والتراث الشعبي المحلي.
ذاكرة وياسمين عنوان معرضها الخامس الذي رصد ما في ذاكرة الوطن من طقوس شعبية وأزياء وبيئة فكانت من زيتون ساحله وبساطة عمارته وصفاء بداوته وعراقة جبله وجمال غوطته وسهوله.
شارك دياب كما ضيوف الشرف بلوحة واحدة حملت لوحته الأسلوب التعبيري ومثلت حالة اللا مبالاة والحيادية الرمادية الكسولة غير المؤثرة والمتأثرة بقوة. استخدم الفنان تقنية الزيتي على القماش.
يشارك في كل معرض لمجموعة خطوة ضيوف شرف من كبار الفنانين التشكيليين المحترفين بلوحات من أعمالهم وذلك تشجيعاً ودعماً لفناني المجموعة.
فكانت المشاركة الأخيرة من قبل الفنانين: لينا ديب وسالم عكاوي وخالد الحجار وسامر صعيدي وهناء خالد بالإضافة إلى الفنان راتب مهرة.
هذه المجموعة مثال جميل على استثمار المواهب في خدمة الوطن والتأكيد على عراقته وعظيم موروثه الحضاري.
فيما رأت أمينة سر المجموعة السيدة حنان إبراهيم
أن اسم المعرض – ذاكرة وياسمين – جاء من ذاكرة تختزن معاني النقاء والعطاء والتمسك بتراثنا وهو إرث تتناقله الأجيال. أما الياسمين فهو ياسمين الشام الأبيض النقي ذو الرائحة الفواحة التي تسكن دمشق ببيوتها وشوارعها.
جاء المعرض ليحمل بين ثناياه رسالة التمسك والحفاظ على تراثنا وحضارتنا وتخليداً للتراث السوري والافتخار والاعتزاز بهذا التراث، فالمرأة السورية بزيها هي أحد أهم أوجه الفن هذا ما دفع الفنانة للمشاركة بلوحتين بألوان الزيتي لامرأتين ترتديان زي مدينة السويداء إيماناً منها بأن لكل مدينة عاداتها وتقاليدها التي تميزها عن غيرها.
الفنان التشكيلي محمد خضور شارك بلوحتين
بتقنية الألوان الزيتية تجسدان تراث بيئته الساحلية الأصيل التي ينتمي إليها مؤكداً أن التمسك بالتراث يعني التمسك بالوطن.
اللوحة الأولى صورت صناعة القش هذه المهنة المتأصلة التي لم تمتْ وتلعب المرأة دوراً أساسياً في صناعتها بالرغم من تطور الوسائل الأخرى فهي موجودة حتى أيامنا هذه.
واللوحة الثانية صورت رص حبات الزيتون بعد قطافها، ودور المرأة الساحلية المهم وإتقان عملها وتمسكها بالتقاليد الساحلية والتي ما زالت تحتفظ بها رغم انتشار الآلات المتطورة.
أعرب خضور عن سعادته بهذه المشاركة الغنية والمهمة التي قدمت له الكثير بمشاركته إلى جانب أهم الفنانين
في مجموعة خطوة.
شاركت الفنانة التشكيلية رهام طرقجي بلوحتين حملتا تقنية الألوان الزيتية استوحت موضوعهما من روح التراث الشامي والبيوت الشامية القديمة التي كانت تمتلئ بالمزهريات والأزهار الملونة.
فاستخدمت في رسم إحداها السكين والألوان الباردة والأخرى رسمتها بالريشة وأرفقتها بالألوان الحارة.
واصلت الفنانة طرقجي مشاركتها في جميع المعارض التي أقامتها مجموعة خطوة طيلة خمس سنوات.
نذكر أن عدد الفنانين التشكيليين المشاركين في المعرض ١٥ فناناً وفنانة شارك كل منهم بلوحتين إضافة إلى ٦ ضيوف شرف شارك كل منهم بلوحة واحدة إلى جانب لوحة المشرف العام للمجموعة ومؤسسها، ليبلغ عدد اللوحات ٣٧ لوحة مشاركة أغنت هذا المعرض شكلاً ومضموناً.