لو أتيح للغرب أن يستبدل صناديق الاقتراع الرئاسية في طهران لفعل …لم يخرج الأمريكيون رؤوسهم من تلك الصناديق.. بقوا يحدقون ويشككون حتى اللحظات الأخيرة التي لم تنفع فيها٢٥٠قناة ناطقة بالفارسية بين أميركا وبريطانيا من قطع طريق الإيرانيين إلى انتخاباتهم الرئاسية ..
فور إعلان فوز الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي راح الغرب و”إسرائيل” يتلمسون ملفاتهم وانعكاسات فوز رئيس من التيار المحافظ على ماتبقى من مشاريع لهم في المنطقة ..
الأنظار لم تتجه إلى الاتفاق النووي ومحادثات فيينا لأن واشنطن تدرك جيداً أن المشكلة ليست بالاتفاق النووي بل بمكانة إيران في المنطقة وموقعها ضمن محور المقاومة ..
الغرب بدأ في التشكيك بالنتائج وبتأثير فوز رئيس محافظ على العلاقة مع الغرب وكأن هذا الغرب كان منفتحاً على رؤساء إيرانيين من تيارات معتدلة ..
الإيرانيون تطلعوا إلى وصول رئيس قادر على مواجهة كل الضغوطات التي تتعرض لها طهران، خاصة في هذه المرحلة المفصلية في المنطقة والتي ذهبت بها التطورات الى شفير الحرب ثم عادت الى طاولة المفاوضات على أقدام التخوف الغربي العسكري من قدارت إيران وحلفائها ..فكان لابد لهم من عمليات التأثير والتشكيك والتلصص على صناديق الاقتراع الإيرانية ..
الرأس الأكثر تلصصاً على نتائج الانتخابات كان في “تل أبيب” التي فردت مساحات من صحفها وألسنة محلليها للتشكيك بالانتخابات وتشويه صورة الرئيس الفائز ووضع سناريوهات لخلاف أميركي إيراني مرتقب بشكل تتخذ فيه هذه السيناريوهات صورة أمنيات أكثر من كونها تحليلات سياسية..
الهجمة الغربية على الانتخابات الرئاسية الإيرانية هي ذاتها التي أطلت بوجهها القبيح وحاولت قطع طريق الكثير من السوريين إلى صناديق اقتراعهم في الخارج .. وهي ذاتها التي تتحدث عن الفتوحات الديمقراطية الأميركية التي جاءت إلى منطقتنا لتصنع صناديق انتخاب رئاسي على مزاجها ..وليس ليقول الشعب مايريد !!.
نجح السوريون بالأمس … ونجح الإيرانيون اليوم في اختيار رئيسهم ومرروا استحقاقهم وإرادتهم وكلمتهم رغم كل محاولات التشكيك الغربي والتحريض في المنطقة، ولعل الابتسامة كانت خير رد على كل هذا الضجيج حول صندوق الانتخاب الإيراني ..الابتسامة التي رسمها السيد علي الخامنئي المرشد الأعلى للثورة حينما قال: البعض لايفرق بين صندوق الانتخاب وصناديق الفاكهة !!
البقعة الساخنة -عزة شتيوي