بضاعة ثمينة…!

يصر على أنها أثمن وأندر ما في المخازن القريبة والبعيدة…
لم تستمر في الجدل معه، ولم تشعر أن بإمكانها التفاهم معه، كان يصر حين يعرض بضاعته في محله الكبيرعلى أنها مختلفة، لماذا لا تعرف..؟.
لم تستغرب مطلقاً أن بضاعته قليلة مقارنة مع ضخامة المحل، بالتأكيد لا يجيد جذب الزبائن، فرغم بهرجة المكان وتميزه الشكلي، وموقعه المهم…إلا أن طريقة التعامل مع زبائنه، وكأنه الوحيد الذي يمتلك شيئاً يؤكل…أو معلبات قابلة للتخزين…
وكلما تقلب حال السوق، يحرص على الاحتفاظ بها فترة أطول، حينها يتضاعف سعرها، ويغبر لونه، لا يهم، فهو يخاف فقدانها بأقل من قيمتها، وكأن تلك البضاعة سهم في بورصة تتزايد أسعارها على وقع أنين البشر.
حين كان ينصرف ويحل بديلاً منه ذلك الفتى الصغير، يحافظ السعر على ثباته، وتظهر بعض الرفوف حاجتها للامتلاء ثانية، ولكن الفتى الذي لم يفهم اللعبة، سرعان ما يعتذر باكياً، ويبتعد عن دربه مبدياً انشغاله بترتيب الأغراض أو تلميعها..!
ولأن البشر لا يتقنون فن الشراء، فإنه شعر بالملل، وانصرف إلى شؤون أخرى، مع مرور الوقت، وتضخمت ثروته…فقد حتى رغبته بالاقتراب من المحل، كانت كل تلك المحال الأخرى المنتشرة هنا وهناك…تمنعه من الاقتراب ثانية من السوبر ماركت الضخم، وخاصة بعد أن سلمه لصهره صاحب اللسان الذي يقطر عسلاً.
حين كان يجتمع مع صهره في المكتب الفخم، وسط البلد، ويدير حديثاً شيقاً عن ارتفاع سعر الصرف وانخفاضه وتلك اللعبة الاقتصادية التي يفضلها عن كل ما عداها..يكتشف كم كان محقاً حين اختار هذا الصهر الفريد، يتابع مسيرته في محله بشغف عجيب، حين تفرغ البضاعة الثمينة أو تغيب، دقائق يفتح أبواب المخزن دون أن يتمكن من المرور إليه سوى ذلك الفتى الضئيل، وتتدفق العلب، الشيء الوحيد المختلف تلك اللاصقات التي لطالما نزعها الزبون باستسلام ..سيسعد المالك القديم والصهر السعيد..!

رؤية- سعاد زاهر

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع