رغم كل ما سبق نشره في صحيفة الثورة عن معاناة المواطنين من سوء الطرق في أرياف محافظة اللاذقية.. لا تزال الوعود هي سيدة الموقف.
في كل عام مع بداية الشهر الرابع تباشر الجهات المعنية في قطاع الخدمات “الطرق” بصيانات الطرق بعيداً عن طرق القرى و المناطق الجبلية مما يفاقم من مشاكل استخدام تلك الطرق.
في الشتاء يؤكد أصحاب القرار أنه من غير الممكن إجراء الصيانات المطلوبة.. و أن أعمال التزفيت تجري في فصل الصيف من شهر نيسان و حتى شهر تشرين الأول.. و في الصيف تتبخر الوعود.. و تزداد الحفر و يرتفع معدل سوء الطرق إلى حد يصعب معه السير على تلك الطرق.. وصولاً إلى توقيت إيقاف عمليات التزفيت.
و لعل المفارقة المثيرة للجدل تتمثل بتأهيل و صيانة أي طريق في حال كان هناك جولة لأحد المسؤولين عبر الطريق!!.
لدرجة بات الحل الوحيد لمعالجة الوضع السيء لطرق أريافنا مرتبط بزيارة وزير أو محافظ لإحدى القرى حتى تجري الصيانة السريعة.. و ترقع الحفر.. و ينظف الطريق من الأعشاب التي تحتل معظم أطرافه.. و ترفع القمامة من جوانبه!!.
و يشير أصحاب الخبرة أن مشكلة الطرقات لها أكثر من سبب.. أولاً سوء تنفيذ تلك الطرق و مخالفتها للمواصفات القياسية المطلوبة.. و ثانياً غياب الصيانة الدورية مما يجعل إمكانية المعالجة مكلفة!!.
و في الحالتين يخسر المواطن الوقت والمال لعدم صلاحية تلك الطرق لسير المركبات عليها و ما ينجم من أعطال في المركبات نتيجة الحفر التي تتسع يوماً بعد يوم حتى باتت نسبتها تفوق نسبة ما هو صالح للسير على الطريق.
لا بد من الانتقال من الوعود و الكلام إلى مرحلة العمل الجاد في الحفاظ على ما تبقى من الطرق قبل أن تصبح الحاجة إلى إعادة تعبيد و تزفيت الطرق من جديد.. و هدر المال العام بسبب الغش في المواصفات.. و عدم إجراء الصيانات في أوقاتها قبل أن تتفاقم .. و ننتقل من درهم الوقاية إلى قنطار العلاج و ما يترتب عليه.
أروقة محلية – نعمان برهوم :