الرواية.. كيف تنطق الحقائق؟

الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:

لكل ثقافة فنونها وآدابها الخاصة، لتكون الوجه الآخر لحياة مجتمعها، والمبدع الأديب هو القادر على نقل هذه العوالم والخصوصية، كي تكون متاحة بين أيدي الجميع بصورها وفنونها الأدبية، فالرواية لها نكهتها الخاصة يتذوقها الأديب والكاتب والقارئ… فما الفرق بين الروايتين وكيف هي آفاقها ومراسيها وحضورها.. وماذا يمكنها أن تمنح متابعيها… أسئلة توجهنا بها أكثر من مثقف.. فكانت الآراء التالية.
في البداية تحدث الكاتب أحمد علي هﻻل قائﻻً:
القراءة للرواية ومتابعتها بالنسبة لدي هي أكثر من فضول بل يمكنني القول إنها غريزة المعرفة والدهشة والاكتشاف والمتعة، صحيح أنني بدأت بقراءة الروايات الرومانسية ربما لطبيعة هذه الروايات على مستوى عاطفي لكن ذلك لم يكن مسوغاً وحيداً، فالرواية العربية على سبيل المثال هنا، مثلت لدي صورة الواقع وتحولاته واتجاهات التفكير المجتمعي، على الرغم مما يقال عن مأزق الرواية العربية على مستوى هويتها وحداثتها ومحاولتها اللحاق بالرواية الأوربية والغربية المتفوقة عليها لأسباب بنيوية وسياقية تاريخية ومعربية وازدهار النقد ومدارسه وتياراته، وقربها من الفلسفة والعلوم الاجتماعية، حقيقة الأمر مثلت لدي -القراءات الأولى- مهاداً لأتعرف الرواية نشأة وصيرورة، أكثر منها فضولاً عابراً، فقد كان من قرأت لهم وبشكل مستمر قوة المثال بالنسبة لي وأذكر هنا، كولييت خوري، ألفة إدلبي، غادة السمان، ناديا خوست، وصال سمير، أنيسة عبود، فائزة داوود، وغيرهن فضلاً عن صدقي اسماعيل وهلال الراهب وحيدر حيدر ونبيل سليمان وعبد السلام العجيلي فضلاً عن أجيال الرواية السورية اليوم وهذه الأسماء لا تختزل قراءتي لكثيرين في المشهد الروائي السوري أي حنا مينة، مثال لا يختزل أسماء كثيرة أقول هنا أمثلة على سبيل المثال، سواء في الفضاء السوري أم العربي، بمعنى ما الذي جذبني إليهم، هل الموضوعات أم التقنيات بعيداً عن سطوة الأسماء وحضورها الوازن بالمعنى الثقافي ومثلاً قراءتي للروائي عبد الرحمن منيف كشفت لي أبعاداً لا تختص سيسيولوجية الرواية بقدر ما هي عوالم الاكتشاف التي وجدتها عند غسان كنفاني وجبرا وابراهيم مثالاً وغيرهم الكثير بطبيعة الحال ما لا يتسع المجال له، وتلك القراءات غذت روافدي النقدية، على مستوى خطاباتها الجمالية والفكرية وكفاءة محكيها الروائي، ونادراً ما نعثر اليوم على رواية مدهشة -دون أن أتجاوز روائيين شبان عززوا مفهوم الرواية وانفتحوا بها على فضاءات المحلوم به والمشتهى، وأما الرواية المترجمة، فمبررات قراءتها كثيرة جداً، وبالطبع ليس لتفوقها وشهرة كتابها من أمثال ماركيز وايكو وماروكامي وايزابيل اللندي وما كتبه الروائيون الروس والألمان والفرنسيون وغيرهم من روائيي أميركا اللاتينية، الأمر هنا يذكر بقدراتهم على إنتاج وعينا بالعالم وشكل رؤيتنا له فضلاً عن قدرتهم البالغة على إدهاشنا باستثمارهم الخيال والتخييل، والقدرة على المحاكاة الواعية لعالمنا ورهاني على الروايات المترجمة هو أكثر من كونها حوار ثقافي عابر للجغرافيات ومثاقفة أصيلة تتعدى حدود العالم بل هي مشروع يعيد فكرة الثقافة العالمية إحياء وتأصيلاً ولفتت إلى أن المشروع الوطني للترجمة، التي تبنته الهيئة العامة للكتاب ووزارة الثقافة من شأنه أن يحقق الطموح في هذا الصدد على مستوى الوعي بالثقافة وتعددها الثقافة الإنسانية التي تنتصر للجمال، فمسوغات القراءة ستتحدد بالبعد المعرفي الذي يتعدى الشغف الى وعي العالم وصولاً إلى حقائق الإبداع اللامنتهية، فالثقافة كل مشترك يحرر الوعي بالمشتركات الإنسانية وبثمار حضارة الحرف والروح التي أجدني أكثر نزوعاً اليوم إلى اختيار ما سأقرأ وبما لا يلغي خصوصية ثقافتنا لكنه يفتح في أفقها لتتراسل الثقافة وتنتج فهماً للواقع وللتاريخ وللحياة وممكنات تأملها،
أما الأديب المترجم والكاتب حسام الدين خضور قال:
أنا أكتب الرواية، وكنت إلى عهد قريب مدير الترجمة في الهيئة العامة السورية للكتاب، هذا يعني أن الرواية العربية والمترجمة مهنتي تأليفاً وترجمة وإدارة.
وبحكم مهنتي روائياً ومترجماً ومديراً أتابع الرواية، من مصادرها الثلاثة المحلية والعربية والعالمية، بهدف معرفة ما يصدر وتطوره، وما يمكن أن يُترجم إلى العربية محلياً، والسعي إلى معرفة ما يُترجَم عربياً من لغات أجنبية.
ببساطة، أنا أقرأ الرواية المحلية والعربية والعالمية بقصد معرفة ما يطرأ على هذا الجنس الأدبي من تطوير في تقنيات كتابته، والموضوعات التي يهتم بها. وإذا حاولت الفصل بين الروايات العربية والعالمية، فإني أتحرى المشكلات التي تهتم بها الرواية العربية بالدرجة الأولى، وأعير اهتماماً أكبر إلى البنية الفنية في الرواية العالمية. وهذا لأن هذا الجنس الأدبي وفد إلينا من الخارج، وتقنياته العالمية أكثر تطوراً.

ربما كانت الرواية الجنس الأدبي الأكثر قدرة على تقديم صورة للحياة في المنطقة التي تنتمي
إليها اجتماعياً وبيئياً. وأنا أتابعها كمصدر معرفي عضوي، لا تستطيع حتى الأبحاث المتخصصة أن تعكس الحياة بكل زخمها كما تفعل الرواية. تقع تحت يدي روايات كثيرة محلية وعربية وعالمية، فأتصفح أكثرها وأقرأ منتخبات منها قراءة جدية. فأنا أوزع وقتي الفائض بين القراءة والكتابة. أحاول أن أترجم الرواية وعندما أنجح أحس بمتعة مضاعفة. أشعر بأنني حققت أشياء عدة في عمل واحد: كتبت وقرأت وتعلمت.

قراءات الكاتب، في الأغلب، غائية. جزء كبير منها بقصد تطوير أدوات عمله، ورفع مستوى معرفته. وبهذا المنظور، لا يجد الكاتب بدّاً إلا أن يقرأ الرواية المحلية والعربية والعالمية، أو ستغدو أدوات عمله عتيقة لا تنفع.
كما تحدث صاحب الإعﻻمي حسن حسن قائﻻً:
حركة الكتاب بشكل عام في مرحلة ركود بسبب الوضع المادي للقارئ السوري
لا يوجد فرق بالطلب على الروايات العربية أو المترجمة
حسب توجهات القارئ والذوق العام
النسب متقاربة جداً بين الروايات العربية والمترجمة
وبسبب الوضع الاستثنائي والحرب والحصار على سورية لم تصل جميع العناوين المطبوعة في الدول العربية إلى سورية.

 

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"