هل تلعب وسائل التواصل دوراً سلبياً أم إيجابياً في المشهد الكروي السوري؟ لنأخذ أولاً دورها في مشاركة إدارات الأندية قراراتها، فالكثير من رواد وسائل التواصل يميلون إلى الضغط على الإدارات غيرة منهم على ناديهم، ناسين أنه لا توجد إدارة تتخذ قرارات ضد النادي و مصلحته!!.
قد تكون الاقتراحات نافعة لإدارة النادي، ولكن كما قلنا فإن الكثير يضغطون بطريقة مشوشة ومزعجة، فهم من يقرر المدرب المناسب، وهم من يختارون اللاعبين الذين يجب التعاقد معهم، وبطبيعة الحال فإن الإدارة لا يمكن أن تهمل أصوات جمهور النادي، لكنها تأمل من الجمهور أن يلتزم المنطق ويتركها تدير دفة السفينة بشكل دقيق قدر الإمكان دون تشويش وضجيج يصل لحد الاتهامات.
تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً على نفسية اللاعب الذي هو أحوج ما يكون إلى الدعم النفسي بدلاً من الانتقادات التي قد تطال أحياناً حتى حياته الشخصية وطبيعة سلوكياته، وينسى هؤلاء أن اللاعب بعدما تعاقدت معه الإدارة صار جزءاً من نجاح الفريق وواقعاً مفروضاً، والخطوة الأهم هي دعمه نفسياً بدلاً من تحطيمه.
الأمثلة كثيرة عن لاعبين تم التعاقد معهم دون ضجة وراحوا يحققون تقدماً خلال فترة قصيرة وساهموا بنجاح أنديتهم، وهناك لاعبون تعرضوا للهجوم منذ بدء الدوري مما أثار ارتباكهم داخل الملعب وأدى لفشلهم.
بقي أن نقول إن الذين ينتقدون الإدارات لا يدركون كل المسائل التقنية والفنية، ولا يمتلكون الخبرة، ويطلقون الآراء جزافاً، وخذ عندك مثلاً أن مسألة التعاقد ليست كلها بيد الإدارة فعملية التعاقد تطورت وصار القرار بيد اللاعب، ولا يمكن للإدارة التجديد للاعب مهما كان لامعاً بعد انتهاء عقده إلا في حال رغبة اللاعب بالبقاء، فلا داعي إذاً لشتم الإدارة واتهامها بالتخلي عن نجم من النجوم، وهذا ما يفعله الكثير من وسائل التواصل.
مابين السطور – سومر حنيش