الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية متجذرة في المجتمع والحياة الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية، وعلى الرغم من الإدعاء بانتهاء أشكال العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية وأنه تم تخصيص يوم يقام فيه الاحتفال بانتهاء العنصرية إلا أن الأحداث التي جرت بعد مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد من قبل رجال شرطة أميركيين بيض العام الماضي، قد ألقت الضوء على مظاهر العنصرية الأمريكية وأثبتت أنها لا تزال متجذرة في المجتمع الأمريكي.
فحتى التسميات التي تطلق على مناطق أمريكية تحمل أسماء عنصرية، وتأتي الشهادة على العنصرية من أمريكا نفسها، إذ أشار موقع “أكسيوس”، نقلاً عن وزارة الداخلية الأميركية، إلى أن أكثر من 1000 بلدة وبحيرة وجدول ماء وقمة جبلية في جميع أنحاء الولايات المتحدة لا تزال تحمل “أسماء عنصرية”.
ووفق “أكسيوس”، يرى مطالبون بتعديل أسماء المواقع التي تحمل أسماء عنصرية، في وصول ديب هالاند، أول وزيرة داخلية من السكان الأصليين إلى الحكومة الفدرالية، فرصة لتجديد هذه الجهود.
ولإعطاء فكرة عن هذه المسميات، أورد الموقع الأميركي بعض ما تظهره قاعدة البيانات التي يحتفظ بها “المجلس الأميركي للأسماء الجغرافية”، فوفق قاعدة البيانات هذه، هناك:
– 799 موقعاً تحتوي تسمياتها على كلمة «squaw»، وهو مصطلح «مُهين» للمرأة الأميركية الأصلية.
– 621 موقعاً تتضمن تسمياتها كلمة «زنجي».
– 82 موقعاً تحتوي تسمياتها كلمة «redman»، وهو مصطلح «هجومي» ضدّ السكان الأصليين.
– 7 مواقع تتضمن تسمياتها مصطلح «darkey»، وهو مصطلح «هجومي» ضدّ الأميركيين من أصول أفريقية.
وكل هذا إلى جانب الممارسات التي تجري في الولايات المتحدة الأمريكية تجاه السكان الأصليين والمواطنين ذوي البشرة الملونة من قبل السلطات الرسمية ولاسيما الشرطة.
وهناك حقيقة قد لا يعلمها الكثيرون وهي أن ملايين الهنود وهم السكان الأصليون للولايات المتحدة قد قتلوا على يد القادمين الأوروبيين إلى القارة الأمريكية بعد اكتشافها، كما أن ما تبقى من هؤلاء السكان الأصليين لم يعطوا المكانة الاجتماعية والسياسية المستحقة في بلادهم.
فأي عدالة وديمقراطية يتغنون بها حول العالم إذا كانت هذه أفعالهم في بلادهم ضد السكان الأصليين، فممارساتهم تجاه الدول الأخرى تعكس سياساتهم العنصرية وساديتهم في تعاملهم مع الشعوب والدول الأخرى، وها هي ماثلة للعيان في ممارسات إدارة ترامب السابقة وحاليا في ممارسات إدارة بايدن وقبلهما الكثير.
