الثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
برع الفنان وضاح حلوم في أداء الأدوار الشريرة التي تحتاج إلى ملكات خاصة ، كما قدم العديد من الأدوار المختلفة بما فيها التنوع الذي حققه في شخصيات مسلسل (كان يا مكان) وغيرها الكثير ، واليوم يخوض تجربة درامية جديدة عبر عشارية ذات قالب شيّق بعنوان (عش الغراب) إخراج وليد درويش وتأليف سامر عادلة ، عنها يقول : تجري أحداث العشارية في الغابة وتقدم شكلاً من أشكال الاثارة عبر الألغاز التي فيها ، وأؤدي فيها دور رضا شقيق “عبد المنعم أبو الريش” الشخصية التي تدور حولها الأحداث ولكن العلاقة بينهما ليست جيدة ، وهناك سر كبير وراء شخصية رضا الذي نظنه بداية إنساناً ايجابياً ولكن ندرك فيما بعد أنه يحمل الكثير من السلبيات ويتم في النهاية كشف سره.. وعن تعامله مع المخرج الذي سبق وقدم تجارب سينمائية ضمن إطار الفيلم القصير يشير إلى أنه يعمل بطريقة سينمائية عبر التكنيك الذي يصور فيه ويعطي هامشاً للممثل ليعطي اقتراحاته ما يجعل الفنان مستمتعاً بالتجربة .
حول إلى أي مدى تمتلك الأدوار الشرير القدرة على تحريض الممثل يؤكد أنها كانت محرضة بالنسبة إليه واستمتع بأدائها لأنها لا تشبهه ، وإن كان بمقدار أي ممثل تأديتها يقول : (ليس كل ممثل يمكنه ذلك ، ولكن قبل كل شيء ينبغي أن يكون دور الشر محرضاً ومُقنعاً ومكتوباً بشكل جميل . هذا من جهة أما من جهة أخرى فلدى الحديث عن الشكل الخارجي بتنا بعيدين عن فكرة أن من يلعب دور الشر يجب أن يكون مشوهاً فاليوم قد يكون في قمة الأناقة والوسامة ويؤدي دور الشر بشكل أهم بكثير . ومن الشروط قدرتك على تبني الشخصية أن تضع نفسك مكانها وتخلق لها دوافع لفعلها الشرير وخلفية تاريخية لها حتى إن لم يكن ذلك موجوداً في النص فعليك أن تبني تاريخاً للشخصية وتوجد لها الأسباب التي تفترض بأنها أدت بها لما وصلت إليه من شر) . وحول متى يقول (لا) لدور يقول : عندما لا يكون مقنعاً بالنسبة إلي ولا أستطيع تبنيه ، حتى وإن كان الدور لشخصية شريرة ولكنها بوجه واحد وليس لديها أية ظلال أخرى فعندها يكون الدور محبوكاً بشكل غير صحيح أرفض تقديمه ، ولكني أقدم دور الشر عندما يحمل مبرراً وهدفاً. وأحياناً أعتذر لأسباب مالية عندما تكون مجحفة جداً .
يشير الفنان وضاح حلوم إلى أهمية اتجاه الأعمال الدرامية نحو الأسرة وأن تتناول موضوعات تلامس الدفء العائلي وإظهار العلاقات الإنسانية في المجتمع فنحن بحاجة ماسة لذلك (ينبغي العودة إلى الدفء في الأعمال لتُخرج المشاهدين من جو التوتر والضغط النفسي وتعيد التواصل العائلي والتعاون وكل الأخلاقيات التي فقدناها بسبب الحرب) ، وإن كان يعود سبب قلة هذه الأعمال إلى آلية التسويق ورغبة المحطات العارضة يقول : القلم هو الأساس فالنص الجاذب المحبوك جيداً سيجد طريقه نحو التسويق مهما تناول من قضايا ، فمثل هذا النص سيجذب إليه اسماء كبيرة وشركات هامة وبالتالي يسوّق بشكل صحيح ، فنحن بحاجة إلى كتّاب . وأنا منذ زمن لم أقرأ نصاً يقنعني ويدخل إلى عقلي وقلبي وأتبناه وأعشق أن أكون مساهماً فيه بدور من الأدوار . وفي إجابته عن سؤال حول امكانية إنجاز جزء خامس لمسلسل (كان يا ما كان) يشير إلى أنه عمل احترم عقل المشاهد وقدم خلاله المنتج والكاتب الراحل داوود شيخاني نصاً هاماً ، مؤكداً أنه كانت هناك محاولات في القطاعين العام والخاص لإنجاز جزء جديد ولكن دون جدوى ، خاتماً كلامه بالقول : لا نزال على أمل الوصول إلى جهة تتبنى إنتاج العمل.