لم تمضِ إلا بضعة شهور حتى انكشفت سياسات إدارة الرئيس جو بايدن العدوانية تجاه كل قضايا العالم على حقيقتها، وتعرت أكاذيبها للقاصي والداني، وبانت عناوينها البراقة المخادعة حول رغبتها في السلام والاستقرار العالمي من دون أي مساحيق أو رتوش، بل على صورتها الأساسية الإرهابية.
ففي سورية زاد منسوب الفوضى الهدّامة التي تبثها هذه الإدارة في طول الخارطة السورية وعرضها، واتسعت دائرة دعم الإرهاب وإرهاب السوريين بالعقوبات وبما يسمى “قانون قيصر” والحصار الجائر ووضع العصي في عجلات الحل السياسي، وتهديد الدول التي ترغب في إعادة الإعمار في سورية وإعادة فتح سفاراتها في دمشق ووعيدها بالويل والثبور وعظائم الأمور.
ومع الصين رفعت واشنطن بقيادة بايدن لهجة التصعيد والوعيد والتهديد بالعقوبات واتخاذ ملفات حقوق الإنسان و”كورونا” ذريعة لتلك الحرب الباردة، وتوترت الأجواء في بحر الصين أكثر من ذي قبل، وظهرت سياسات البلطجة الدبلوماسية تجاه بكين في أوضح صورها في أروقة المؤسسات الدولية.
ومع روسيا ارتفعت نبرة الاستفزازات الأميركية تجاه موسكو، مرة بالتصعيد العسكري في البحر الأسود وعلى أراضي ما يسمى دول الطوق الروسي، ومرة بالعقوبات الأميركية والغربية المفروضة عليها وعلى بيلاروس والدول المؤيدة لموسكو، ومرة ثالثة بالحصار الذي بات يمثل ابتزازاً أميركياً على المستوى الدولي يخالف وثائق ومبادئ الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وعلى صعيد الاقتصاد مازالت إدارة بايدن تحاول فرض قوانين التوحش الاقتصادية، وإلحاق الاقتصاد العالمي بقاطرة أميركا التي تشطب آدمية الإنسان، وتحوله إلى مجرد آلة، مستهلك، بلا قيم، ولا قيمة، والتي تريد امتلاك خارطة العالم وثرواته وسكانه وبحاره ومحيطاته.
وهذه مجرد عناوين يمكن لنا في هذه العجالة إضافة العشرات إليها، بدءاً من إثارة الحروب والفوضى والإرهاب في منطقة الخليج العربي وصولاً إلى أفغانستان وانتهاءً بالملف النووي الإيراني، والتي تثبت أن إدارة بايدن على خطا أسلافها في البلطجة والإرهاب والعدوان.
البقعة الساخنة -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة