تختلط الأوراق وتتنوع الغايات وتلغم الطروحات في المؤتمرات التي تعنى بالشأن السوري، وتغير المؤامرات لبوسها في كل مرة تعري فيها الدولة السورية خبث النيات الاستعمارية التي لأجلها شنت الحرب على سورية، وأنصع مثال على ذلك (مؤتمر روما) وما رافقه من تزييف دعائي لاستغلال المعابر غير الشرعية من واشنطن ودول الغرب الاستعماري لدعم وتمويل الإرهاب.
في اجتماعات أستانا قد يختلف المشهد قليلاً بتوصيفاته وتجلياته كون حلفاء الشعب السوري الحريصين على وحدة الجغرافيا السورية وداعمي حق الدولة السورية بدحر الإرهاب من رعاته، وإن كان نظام الإرهاب التركي على المقلب الآخر يستغل اتفاقات أستانا ليتوسع عدوانياً في الأرض السورية كونه ضامناً للإرهابيين ويمارس طقوسه الانتهازية باللصوصية ونهب مقدرات الشعب السوري.
في اجتماعات استانا اليوم كلنا يقين بحكم الدراية بخضوع و ارتهان ماتسمى (معارضات) لا وطنية لمشغليها من أعداء الشعب السوريْ لن تغيب طروحاتهم الغبية عن المشهد، فهذا هو حالهم على مدى خمس عشرة جولة من اجتماعات أستنة نمت على الدوام عن مصادرة القرار و فقدان الإرادة الحقيقية لما تسمى (معارضات) مأجورة للمضي في طريق حوار حقيقي بناء يلجم عربدة الدول الاستعمارية المستثمرة بالحرب والإرهاب في سورية ويحقن دماء السوريين.
مزيج من الخيبة والفشل في السياسة والميدان هو واقع حال هذه الأدوات ومشغليها، ما يدفعها إلى القيام بمناورات جديدة وخيالها يشطح باتجاه تحصيل مكاسب سياسية وخاصة بعد أن أحرق الميدان غالبية أوراقها وبعثر البقية الباقية منها ليحرق بعضها بعضاً أو ليحرق رعاة الإرهاب الاوراق المنتهية الصلاحية الإرهابية.
على مدى جولات أستانا الـ 16 كان طريق الوفد الوطني السوري إلى تهيئة الحلول على أرضية وطنية جامعة محفوفاً بالنيات الصادقة وإرادة التوصل إلى حلول لا يغيب عنها الثوابت الوطنية المتمثلة بحفظ وصون وحدة وترابط الجغرافيا السورية ودحر الإرهاب كمسلمات وعناوين ثابتة في أي تعاط مع الشأن السوري وعدم السماح بمصادرة القرار الوطني أو فسح مجال لطرح املاءات خارجية يرفضها السوريون لأنها تسلب استقلالهم السيادي الأمر الذي لم تمتلكه أو تبرهن على جدية انخراطها لمناقشته أدوات (المعارضات) المرتهنة للخارج والتي تدور في فلك تنفيذ الأجندات الاستعمارية والولاء للمشغلين .
كلنا ثقة أن حبر الميدان رسم وسيرسم بأقلام إنجازاته إرهاصات المراحل القادمة ويفرض الرؤى التي أثبتت صوابيتها في معارك المواجهة الميدانية والسياسية بحكمة ومقدرة نوعية وجهت منذ البدء خطوات التحرير على اتساع المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري بتفوق واعجاز .
بعيداً عن أستانا 16 وما قد تفضي إليه اجتماعاته، الدولة السورية لم تقاطع مؤتمراً أو اجتماعاً يبحث بالشأن السوري وإن كانت أغلب هذه المؤتمرات والاجتماعات مفخخة بالطروحات الاستعمارية، وذلك إيماناً منها بضرورة تغليب المصلحة الوطنية العامة والعليا، وهي تعمل على خطين متوازيين الأول محاربة مستمرة للإرهاب والثاني سياسي، انطلاقاً من أن كل اجتماع قد يخدم المصلحة الوطنية مهم، فالحل لإنهاء الحرب الإرهابية وتحرير كامل الجغرافيا السورية وتجاوز مفخخات الحصار الغربي الجائر آت لا محالة، وهذا الحل ستصوغ بنوده ورؤاه القيادة السورية بحكمتها وصوابية مواقفها وصمود شعبها وبسالة جيشها.
حدث وتعليق- لميس عودة