يبدو لافتاً ما أعلنت عنه شركة بردى في تقرير عملها خلال النصف الأول من العام الحالي لجهة قدرتها على تصنيع وتجميع نحو ألف جهاز كهربائي منزلي من البرادات والغسالات والطباخات الليزرية بقيمة تجاوزت 800 مليون ليرة، والموازي لذلك الاتفاق مع المؤسسة الاجتماعية العسكرية لتوريد 200 براد وغسالة وطباخ ليزري بقيمة 145 مليون ليرة لبيعها في صالات المؤسسة.
وهنا تظهر أهمية التعاون بين مؤسسات الدولة في تصريف مختلف المنتجات المصنعة وطنياً وأن تكون بوابة عبور للمنتج الوطني نحو المواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود مع تهاوي قدرتهم الشرائية واتساع الاستغلال من قبل تجار السوق وتضاعف أسعار المنتجات الكهربائية مع ضمان أن تصل تلك المنتجات بموازاة تسهيلات يمكن منحها عن طريق القروض الميسرة، وإن أمكن دون فوائد أو بفوائد ميسرة وبذلك يمتد التعاون إلى أكثر من مكان، فدفع مبلغ مليون ليرة أو أكثر ليس سهلاً على شريحة الدخل المحدود في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
ولا شك أن خطوة شركة بردى مع بداية هذا العام هي مؤشر نجاح لقدرة هذه الشركة على تجاوز ظروف الحرب وما تعرضت له كغيرها من المؤسسات الرائدة في سورية من استهداف على أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة وأيدي المخربين الذين ابتدعوا الحصار الاقتصادي الجائر على الشعب السوري ومؤسساته التي استطاعت قبل سنوات الحرب أن تحقق تقدماً ملحوظاً في مختلف المجالات وعلى صعيد الإيرادات والاكتفاء الذاتي والنمو الاقتصادي.
مثل هذه الإنجازات وإن كان الطموح أكبر لكنها تؤكد استمرار العمل والإنتاج وعلى وجود الكفاءات والخبرات الوطنية القادرة على التصدي لظروف الحرب والحصار عن طريق قدرات ذاتية ومعرفية للعاملين في هذا المجال واستثمار لمهاراتهم في التصنيع، فوجود أي موارد دون وجود حسن استثمار من العامل البشري لا يمكن أن يصل إلى أي نتائج، وهنا نشير إلى أهمية رأس المال البشري في عملية النمو الاقتصادي.
وهذا ما تؤكده مختلف البحوث بأن تطوير المعرفة واكتساب الخبرات والمهارات الذاتية للعامل البشري هي جزء لا يتجزأ من النمو الاقتصادي بل أكثر من ذلك قدرته على استدامة النمو من خلال هذا العامل المتوفر والذي بدوره يحتاج للدعم وبدوران عجلته يساهم في سير عجلة الاقتصاد إلى الأمام.
الكنز- رولا عيسى