الثورة أون لاين – ريم صالح:
اكذب إعلامياً، واكذب دبلوماسياً، واكذب سياسياً، حتى تُصدق.. لطالما كانت هذه هي القاعدة النظرية والعملية التي انتهجتها منظومة العدوان على سورية منذ بداية الحرب الإرهابية عليها وحتى اللحظة، وإن كان ذلك عبر تجنيد جيوش من ماكينات الإعلام الغربي المضلل والمسيس، وأيضاً عبر أبواق إعلامية وأقلام صحفية مأجورة، ودون أن ننسى هنا طبعاً الإعلام الناطق بالعربية من زمرة “أن تكذب أكثر”، أو “الرأي وإراقة دم صاحب الرأي الآخر”.
ولكن الإعلام الوطني السوري لم يقف مكتوف الأيدي، بل كان جنباً إلى جنب، وفي خندق واحد مع بواسل الجيش العربي السوري، فكان حماة الديار يردون كيد المعتدين إلى نحورهم على الحدود والجبهات، ويدكون جحور الإرهابيين، وينسفون أوكارهم عن بكرة أبيها، ويدافعون عن السوريين، ويفتدون جميع السوريين بأرواحهم، على طول الجغرافية السورية وعرضها، وكله من أجل أن تبقى سورية سيدة، حرة، مستقلة، ومن أجل أن يحيا السوريون بأمان واستقرار.
وفي الناصية المقابلة كان الإعلاميون السوريون على قدر كبير من المسؤولية والوعي بواجبهم الوطني، تجاه سوريتهم أولاً، هويةً، وانتماءً، وتجاه أبناء شعبهم ثانياً، فهبوا دون استثناء، ومن جميع المؤسسات الإعلامية، والمواقع الالكترونية، هبوا ودون أي تردد، صحفيين، ومحررين، ومصورين، ومحللين، ومن كل المواقع والمستويات، وكان لكل منهم دور في التصدي لهذه الهجمة الإرهابية والإعلامية المنظمة، دور يحتمه عليه ضميره وحسه الوطني السوري، والذي تجسد بفضح سيناريوهات منظومة العدوان على سورية، وكشف ألاعيبها، وتفنيد أكاذيبها، ومزاعمها، وفبركاتها، والتصدي بالتالي لماكينات الإعلام الغربي المضلل، وجحافل صحفيي الارتزاق، وأصحاب المنابر الإعلامية المأجورة التي تباع وتشترى في مزادات العمالة والخيانة، ومن يدفع أكثر.
كثيرة هي الروايات الهوليودية التي لفقها نظام البلطجة الأمريكي حول بواسل الجيش العربي السوري، وكثيرة هي الفبركات من ماركة الكيماوي، وغيرها الكثير، لكن الإعلام السوري فضح كل أكاذيب الأمريكي، وكشف للعالم أجمع عبر الفضاء المحلي، والعربي، والدولي، وبالأرقام والوثائق والبراهين، بأن ما تشهده الأراضي السورية هو عدوان ممنهج ومنظم، تتزعمه إدارة الإرهاب والخراب الأمريكية، ويقوم فيه كل من أنظمة الانقياد والتبعية الأوروبية، ونظام الانتهازية التركي، وكيان الأبارتيد الصهيوني، بدور يكمل أدوار منظومة العدوان ككل، ويصب في خانة محاولة تدمير الدولة السورية، واستنزافها إرضاء لشهوات وأطماع الكيان الإسرائيلي المارق، وتنفيذاً لسيناريوهات الأمريكي الفوضوية، والتقسيمية، والنهبوية، في سورية والمنطقة أيضاً.
من منا لا يذكر شهداءنا الإعلاميين ممن قدموا حياتهم، وأرواحهم رخيصة، وكانوا قرباناً لكشف الحقيقة، دافعوا عن وطنهم، ولكن بطريقتهم، فتوهم إرهابيو الارتزاق المأجور ومشغلوهم أنه بتوجيه رصاصات قنصهم إلى صدور صحفيي الإعلام الوطني العارية وقتلهم قد يتمكنون من حجب الحقيقة، أو طمسها، أو إسكات صوت الحق، فكان العكس تماماً، وتبددت أوهامهم عن بكرة أبيها.
سورية انتصرت، وشعبها باقي ما بقي الدهر، انتصرت باستبسال جيشها المغوار الذي لم ولن يهاب الأعداء والغزاة المارقين، وانتصرت بإرادة شعبها بمختلف شرائحه وانتماءاته، وبإيمانه بقيادته السياسية الحكيمة، ليثبت السوريون مجدداً أنهم سيكونون كما كان أجدادهم من قبل، وسيسيرون على ذات الدروب، و لن يعرفوا إلا النصر والشموخ، فيما العار بانتظار الواهمين
