ربما تكون الرياضة بكل أنواعها، وكرة القدم على وجه الخصوص من أكثر جوانب الحياة القادرة على اختراق حصار كورونا، فبالرغم من الإجراءات الصارمة التي فرضها الاتحاد الرياضي العام على الملاعب والتمارين والمباريات التي تقام فيها، بشأن ضرورة التباعد واتخاذ أقصى التدابير الوقائية وإجراء الفحوص وأخذ اللقاحات ..الخ، فقد ظلت الملاعب السورية متنفساً للكثير من الناس.
ويتميز عشاق أنديتنا بارتباطهم العاطفي القوي بأنديتهم، مهما ضعف مستواها أو فقدت بريقها وتعرضت للهزائم، وقد راكم وباء كورونا من هموم كرة القدم السورية، لكن ارتباط الجماهير بأنديتها ظل قوياً راسخاً، وهناك من المشجعين من يتبع ناديه من مدينة لأخرى بهدف الحصول على الإثارة والمتعة وبهدف دعم النادي معنوياً.
ما عزز صمود الرياضة السورية أمام كورونا أن المشهد الرياضي على خلاف العالمي والعربي لم يشهد إصابات كثيرة، ما أتاح للاتحاد الرياضي الفرصة لجعل التواصل بين الجمهور والأندية أقوى عبر التخفيف من صرامة الإجراءات الاحترازية، فصارت الملاعب مثل المسابح وحدائق المنشآت الرياضية ومرافق الأندية، متنفسات تتصل مباشرة بالمواطن وتتحدى الوباء وتكسر شدة حصاره.
خلاصة القول إن المجتمعات الرياضية في العالم تأثرت بشكل مفجع بسبب الوباء، الكلاسيكو نفسه لم يعد له نفس جمهوره عندما تحول من لحم ودم إلى افتراضي، لكن الرياضة السورية أثبتت أنها أقوى مما كان يعتقد، هذا شيء يدعو للتفاؤل، لكننا نطمح للخروج من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، نريد أن تعود كرتنا ورياضاتنا أقوى مما قبل.
ما بين السطور -سومر حنيش