اليوم , ليس كالأمس. وغداً لن يكون كما اليوم , في المشهد السوري , والعربي والعالمي , ماتراكم من تجارب وتحولات كبرى لما تستقر كما أكد السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم , يعني أننا نحن من يجب أن يقود هذه التحولات إلى حيث يجب أن تمضي , ولاسيما أننا في قلبها , بل يمكننا القول : إننا نارها ووقودها , لكننا لن نحترق , بل سنكون المحرك لها نحو عالم أكثر ديناميكية وقدرة على التفاعل , من هنا نقرأ زيارة وزير الخارجية الصينية إلى دمشق , واللقاء مع السيد الرئيس بشار الأسد , علاقات ليست وليدة اليوم , بل لها جذورها الحضارية والإنسانية منذ آلاف السنين ومنذ أن كان الوعي العربي بالعلم والمعرفة كان القول المعروف اطلب العلم ولو في الصين..والعلم حينها كان تاجه الحكمة التي يقال إنها ضالة المؤمن ..
أي مؤمن بأي قضية كانت ..اليوم وعلى تخوم احتفال الصين بما أنجزته تظهر الحكمة التي حكمت العمل في الصين قلب العالم النابض بالحكمة والروحانية التي أضفت شعاعاً من القيم على كل ما تم إنجازه .
أن يعلن الرئيس الصيني أن عصر التنمر على الصين قد ولى إلى غير رجعة لهذا الدلالات السياسية والثقافية والحضارية بل الوجودية.
باختصار يعني أن عصر الهيمنة بحاملات الطائرات والصواريخ وهيمنة الدولار قد ولى..
صحيح أن الانعطافة نحو الافول قد يأخذ وقتا طويلا ولكن الصحيح أيضا أن الجذور بالعمل والحراك الذي أنتجته الصين قد استطاع عبر العمل المنتج والخصب أن يدخل كل قارات العالم ..بل في كل بيت من العالم شيء ما نقش عليه صنع في الصين ..وعلى المقلب الثاني في كل زاوية من العالم ثمة غضب على الصلف الأميركي حتى من التبع الذين تسوقهم واشنطن نحو حتفهم وهم يفركون أيديهم فرحاً وفي قلوبهم ثمة غصة أنهم تبع ..
إذاً شتان بين من يفرض وجوده بقوة النار وبين من ينسج من حرير العمل والحكمة جواز سفر إلى كل بيت في العالم ..
إنه سور الصين الذي لا يحيط بالصين بطول أكثر ٣٠٠٠كم بل هو السور الذي يصون العالم ..
.اليوم نحن أمام قوة الفعل والعقل والحكمة ..إنه عصر جديد قد اتضحت معالمه وحان للعرب أن يعوا أن ضالتهم في الصين وليس في أقبية وكواليس البيت الأبيض ذي السلوك الأسود, يساند هذه القوة انتصار الشعب العربي السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي رسم ملامح العمل , وحدد الرؤى , والطريق قد بدأ.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن