الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
بين الأنا والآخر، وبين دواخل الذات الإنسانية والعﻻقه مع المحيط الخارجي، بين شكل العﻻقات الاجتماعية مع الدوافع الذاتية المشروعة، وصعوبات الحياة إلى جانب الآمال المنطلقة إلى الآفاق.. في رحاب هذه المساحات المنفتحة على الحياة دار العرض المسرحي الموتودرامي (لست أنا) على صالة مسرح الحمراء، إنتاج مديرية المسارح والموسيقا بدمشق عن نص للكاتب (صموئيل بكيت ) إعداد وإخراج (إبراهيم جمعة) وأداء الفنانة ( توليب حمودة) التي انتقلت بين شخصيات عديدة ونقلت عﻻقات وعوالم، فرأينا انفعاﻻت وحاﻻت، أوجاع وآﻻم تلك المرأة، التي ذاقت المرارة بين ماضيها وحاضرها، واقعها وأحﻻمها المكسورة، وقد استطاعت مقاربة حال المرأة التي عاشت ظروفاً صعبة فاقتربت من الجنون، سعت إلى الخﻻص وفشلت.. وهنا الطامة الكبرى…، خصوصاً أن المرأة هي الوجه الآخر للحياة، بل إنها الحياة ذاتها عندما تكون الجزء الآخر منها. هي الأم والأخت والزوجة، وكيفما كانت تكون الحياة من هنا يدعو العرض الحفاظ عليها كشخصية أساسية، تترك بصماتها على كل جانب.
من جهة أخرى هي من تدفع الثمن دوماً… وقد تطور العرض رويداً رويداً، طارحاً الانتقادات بشكل غير مباشر من خﻻل تهويمات وسرديات وتخيﻻت، كلها كانت صورة أخرى عن أوجاع تلك المرأة، حيث قدمت لوحة غنية عن تأثير الظروف القاسية على الإنسان بشكل رمزي، كان أكثر دقة من المباشرة مبلوراً آليات وجماليات أسلوب فني، حمل الكثير من التفاصيل الملموسة والرمزية، وقد تداخل الجمهور مع عالم العرض بقصد مضاف إلى مشاركة أشكال فنية، صنعت لتكون مرافقة للعرض وعوالمه كمثل شكل الفم الذي أكد دوماً وقائع روتها بطلة العرض.