مآثر ميسلون خالدة.. والسوريون يستكملون انتصاراتهم

 
التاريخ يسجل للسوريين مآثرهم الوطنية، وملاحمهم البطولية في معارك الدفاع عن الوطن على مر العصور، ويسجل لهم تمسكهم بقيمهم النضالية، وبقرارهم السيادي الحر، ورفضهم إملاءات الاستعمار والقوى الغازية التي دنست تراب الوطن في مراحل مختلفة، وقد جسدت معركة ميسلون التي نحتفل بذكراها الواحدة بعد المئة اليوم، أسمى معاني التضحية والفداء عندما رفض السوريون إنذار غورو الشهير عام 1920، وخاض وزير الحربية آنذاك البطل يوسف العظمة ورفاقه المتطوعون معركة غير متكافئة لمواجهة قوات المستعمر الفرنسي، لتتحول هذه المعركة إلى شرارة أشعلت المقاومة في وجه المحتل الفرنسي على امتداد الساحات السورية، وعبدت دماء الشهداء الزكية الطريق نحو دحر هذا المستعمر بشكل كامل عام 1946 وتحقيق الاستقلال بعد نضال طويل مشرف.
رغم أن معركة ميسلون لم تكن متوازنة في العدد والعديد مع القوات الغازية، إلا أنها جعلت الجنرال غورو يدرك تماما أنه لا يمكن كسر إرادة الشعب السوري، فكانت هذه المعركة وقفة عز وصمود وشموخ، وكلمة صدق قالها الشهيد يوسف العظمة، وحملتها الأجيال اللاحقة قيمة وطنية تزداد رسوخا في وعي وذاكرة السوريين: “من العار أن نسمح لهم أن يدخلوا دمشق من دون مقاومة ولا يجوز أن يذكر التاريخ أن دمشق كانت سهلة المنال وهي قد رحبت بالمحتلين وأذعنت لشروط الانتداب”، وهذا ما يترجمه الشعب السوري اليوم في مواجهة المستعمرين الجدد، وتنظيماتهم الإرهابية التكفيرية، فقارعوا الإرهاب المصدر إليهم من كل بقاع الأرض، وواجهوا دولا كبرى تدعم هذا الإرهاب‏، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا وغيرها الكثير، فقهروا الإرهاب، وأفشلوا مخططات الغرب الاستعماري.
في الرابع والعشرين من تموز من كل عام تستوقفنا ذكرى معركة ميسلون الخالدة، يحيي خلالها السوريون تاريخ الآباء والأجداد، وإرثهم النضالي الحافل بالبطولات والتضحيات، ويجددون التأكيد على مدى ارتباطهم بأرضهم واستعدادهم لتقديم أرواحهم ودمائهم في سبيل حرية وطنهم وكرامته، وإصرارهم على دحر الغزاة مهما بلغت قوتهم وتعاظم بطشهم، حيث أثبت أبطالنا العظماء من خلال هذه المعركة أن المقاومة هي الخيار الوحيد والأنجع في مواجهة المحتل، وأن السوريين لا يمكن أن يتخلوا عن إرادتهم الوطنية وتمسكهم باستقلالهم ووحدة أراضيهم وحريتهم، أو ينصاعوا لإرادة الغازي المحتل، ومعارك البطولة والشرف التي يخوضها أحفاد أبطال ميسلون، ورجالات الثورة السورية الكبرى، من أبناء الجيش العربي السوري، هي استكمال لمسيرة نضال السوريين وكفاحهم المستمر في الدفاع عن الوطن، وصون ترابة وحماية استقلاله، لتبقى رايته عالية خفاقة.
معركة ميسلون ستبقى منارة تعززها الانتصارات العسكرية والسياسية التي يراكمها السوريون اليوم، فهذ المعركة أثبتت أن إرادة التحرير تفوق أي اعتبار، ومحبة الوطن تسمو وترتقي كلما ازداد الخطر، وبالاحتفاء بهذه الذكرى يجدد السوريون تمسكهم بإرث آبائهم وأجدادهم والسير على نهجهم في الدفاع عن وطنهم، والوقوف مع جيشهم الباسل في مواجهة ما تبقى من تنظيمات إرهابية، وأنهم أكثر عزما وتصميما على مواجهة قوات الاحتلالين الأميركي والتركي، وأذرعهما الإرهابية والانفصالية، حتى دحرهم عن آخر شبر من أرض وطنهم.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"